السبت، 28 فبراير 2015

عامان على التجربة الخدمية والديمقراطية لمكتب الخدمات الموحد في الغوطة الشرقية





تتحمل المنظمات والمؤسسات المدنية العاملة في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق أعباء كبيرة تفوق طاقتها في معظم الأحيان، نتيجة للاحتياجات المتزايدة للسكان بسبب ما يسببه القصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة من قبل قوات النظام من قتلى وجرحى وتدمير للبنى التحتية والخدمية، وذلك في ظل الحصار المفروض على المنطقة منذ أكثر من عامين.


يعتبر مكتب الخدمات الموحد من أبرز الجهات العاملة في الغوطة الشرقية، وهو عبارة عن مؤسسة مدنية تم إنشاؤها منذ عامين، وتمثل تجمعاً للمكاتب الخدمية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعيداً عن أي صفة سياسية أو عسكرية أو فكرية.


يهدف المكتب، وفقاً لما يصرح القائمون عليه، إلى تلبية الحاجات الخدمية لمنطقة الغوطة الشرقية، وتقديم الدعم الفني والإداري اللازم لتطوير عمل المكاتب الخدمية في الغوطة الشرقية، وتوحيد الجهود ونقل التجارب والخبرات بين هذه المكاتب ومساعدتها في أداء دورها وتطوير عملها والتنسيق فيما بينها، ويعتبر نواة توحيد العمل الخدمي في ريف دمشق ويعنى بمخاطبة الجهات المانحة داخل سوريا وخارجها، حيث يتعاون المكتب مع مجلس المحافظة والمجلس المحلية والمكاتب التابعة لها بتحقيق هذه الأهداف.


خلال العام الماضي، تمكن مكتب الخدمات المواحد، على الرغم من الظروف الصعبة وقلة الدعم المادي والكوادر البشرية، من تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية، أهمها حملات تنظيف في عدد من البلدات وتحسين إدارة النفايات، تأمين مياه الشرب وتشغيل المضخات لأجل ذلك، تشغيل حافلات نقل ركاب، تخديم المدارس، إنشاء عنفة مائية لتوليد التيار الكهربائي، توليد الغاز محلياً، وغيرها من المشاريع التي تم تمويلها من قبل جهات مختلفة، من بينها وحدة تنسق الدعم التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومؤسسة STC، والبرنامج الإقليمي السوري.


الناشط الإعلامي أوس المبارك اعتبر أن مكتب الخدمات الموحد هو أحد أهم المؤسسات التي ساعدت في سد النقص الذي خلفه قطع نظام الأسد للخدمات عن الغوطة بعد خروجها عن سيطرته، أما من الناحية المؤسساتية، فأوضح المبارك لموقع الحل السوري أن المكتب، على الرغم من حاجته إلى مأسسة عمله بشكل أكبر، فهو الأكثر مؤسساتية بين المؤسسات المدنية العاملة في الغوطة الشرقية، وأضاف أن الانتخابات الدورية التي يقوم بها لمجلس إدارته تعد تجربة ناجحة تعزز الديمقراطية، لكن، بسبب ضعف دعمه، فإنه يترك، جزئياً أو كلياً، بعض الأعمال التي تقع ضمن اختصاصه، للمكاتب الخدمية التابعة للمجالس المحلية، مشيراً إلى أنه يظن أن على المكتب أن يقوم بتأسيس مشاريع تساعده في تأمين موارد ذاتية لتقديم خدماته للسكان.


يشار إلى أن المكتب قد حدد يوم الثامن والعشرين من شهر شباط الحالي موعداً لإجراء انتخابات مجلس الإدارة وذلك بعد انتهاء العام الثاني من أعماله، وقد دعا رؤساء المكاتب الخدمية في الغوطة الشرقية لحضور هذه الانتخابات والمشاركة فيها.



** تم نشر هذا التقرير على موقع الحل السوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق