الجمعة، 9 يناير 2015

اهتمام - قصة قصيرة جداً



تجاوزت الساعة السابعة صباحاً. أفرغ ما تبقى من قهوته في جوفه، واقترب من المرآة المحاذية لباب المنزل. نظر فيها على عجل للتأكّد من ملائمة ربطة عنقه للون قميصه، ثم خرج متوجّهاً إلى عمله.

عند التقاطع بين الشارع الفرعيّ الذي يقطنه والطريق الرئيسة، لاحظ غياب المشرَّد الذي اتّخذ من زاويةٍ هناك مسكناً له بين دكان مهجور ونصف حائط مدهون بالأحمر.



إنّها المرّة الأولى التي لا يكون نائماً فيها هناك منذ وقت لم يعد يذكره. سأل نفسه أين قد يكون أو ماذا حلّ به. توقّف قليلاً، أخرج منديلاً من جيب معطفه ليمسح بعض الطين العالق على حذائه. نظر إلى الزاوية من جديد. تابع سيره إلى موقف الباص.

في الصباح التالي، وأثناء توجّهه إلى عمله، ألقى نظرة سريعة على الزاوية، فلك يجد المشرَّد.

في الصباحات اللاحقة، نسي أمر الزاوية، واعتاد النظر إلى حبال الغسيل على شرفةٍ في الطرف الآخر من الشارع؛ يعدّ الثياب ويتفحّص أشكالها وألوانها طول الطريق التي تستغرقه إلى موقف الباص. أكثر ما كان يلفت انتباهه حمّالة صدر حمراء يكثر تواجدها بين الغسيل المنشور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق