الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

لم أنتهِ من الماضي بعد


أرتهنُ الحاضرَ لدى الغدِ القريب-البعيد،
وأقولُ للمستقبلِ:
تمهّل!
لم أنتهِ من الماضي بعد.
تركتُ هناكَ رصاصةً أخطأتني
وأصابت الآخر.
هو أيضاً كان ينتظرُك.



أُمسِكُ القلمَ وأنتظرُ.
ماذا تحملُ للورقةِ غيرَ أغانٍ
لم نملكِ الوقتَ لنعزفَها؟
لماذا كنتَ بطيئاً،
وبخيلاً،
إلى هذا الحدّ؟


أتمتمُ المرثيَّةَ ذاتَها،
وأحفرُها على صورةٍ لشاهدةِ قبرٍ لم أزرْه،
فما هذا الحنينُ الآنَ
إلى حجرٍ وشجرتَين وعُشب؟


توقّفْ ههنا وتذكّر:
كم ياسمينةً لملمها ذاك الطفلُ من الأرصفةِ لطوقِك
دون أن تنتبهَ للرصيفِ الذي سيقتلهُ
في الغدِّ المؤجَّل؟


توقّفْ ههنا وتذكّر:
كم قبلةً مَنَحَتْكَ عند الظهيرةِ
مع فنجانِ قهوتِكَ
دون أن تنتبهَ لأناملها تشيخُ في الغياب؟


توقّفْ ههنا وتذكّر:
كم كنتَ طفلاً
ولم تكبرْ في ضجيجِ العَدَم؟!   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق