الاثنين، 9 أغسطس 2010

علامات فارقة


حالما اقتربت من طاولتي انتابني غمٌّ ثقيل سقط عليَّ كالضغط الناجم عن انفجار قنبلةٍ ذريّة، فتسمّرت مكاني بفعل هذا الضغط، وأنا عاجزٌ عن الفعل، ومتضايقُ من اللافعل.

كنتُ أعتقد أنّه سيسهل عليّ فكّ القيود التي فرضْتُها على قلمي حالما أشاء. كنتُ واثقاً من قدرتي على منح الأوراق ما تستحقّ من كلمات متى رغبتُ في ذلك. لكن بدا أنّي كنتُ مخطئاً؛ أقدر أن أعزف دون أن يسمعني أحد، غير أنّه يشقُّ عليَّ أن أكتب دون أن يقرأ أحدهم ما كتبت، أو على الأقلّ أن أصدّق أنّ شخصاً ما سيطّلع على ما كتبت يوماً ما.


امتنعتُ عن الكتابة بشكلٍ أو بآخر تحت وطأة الحاجة إلى رقيبٍ على ما أكتب. حتّى إنّي فقدتُ المواضيع التي طالما رغبتُ في الكتابة عنها، لا بل صرتُ أزيحها جانباً أو أخفيها في أماكن نائية حتى لا يتجرّأ أحد، ولا حتى أنا، على المساس بها أو الاقتراب منها.

خلال هذه الفترة، اكتسبتُ أشياء كثيرة كنتُ توّاقاً إليها، وكان لا بدّ من ثمن، ففقدتُ كثيراً ممّا كنتُ أعتبره من خصالي الحميدة، ولن أعتبر أن من الضروري أن يكون هناك مسؤولٌ عمّا حصل، بل يبدو ضرورياً أن حصل ما حصل.

عاودتني فترات الأرق الطويلة التي تخلّصت منها لفترة، وهذا يدلّني على وقوع أمرٍ ما قريباً، قد يكون حسناً، أو قد لا يكون، وبما أنّني عدتُ إلى الكتابة، ولو كان هذا بشكل ضئيل ومتقطّع ومتباعد، فهذا إثبات لإحساسي بدنوّ حدثٍ قريب التحقق.


* تم نشر هذه المادة على موقع عكس السير الالكتروني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق