الخميس، 1 يوليو 2010

الثكنة الجامعية: السكن المُضحك المُبكي

تحتوي مدينة باسل الأسد الجامعيّة في دمشق على آلاف الطلاب والطالبات من مختلف المحافظات، وهؤلاء يقيمون هناك لمتابعة أمور دراستهم الجامعيّة في مختلف كليّات جامعة دمشق.

يُطبَّق في هذه المدينة الصغيرة قانونٌ جائرٌ بحقّ الطالبات المقيمات فيه، إذ يتمّ إغلاق أبواب وحدات المدينة أمامهن عند الساعة العاشرة ليلاً.


بغضّ النظر عن الجهة التي أصدرت هذا القانون، فإنّ الأسباب التي تبرّر وجود قانون كهذا، يُطبّق على الطالبات فقط دون الطلاب، يمكن دحضها كليّاً بقليلٍ من الكلمات؛ حيث يتمّ تبرير هذه القانون من وجهة نظر مجتمع ذكوريّ يرى في الأنثى عورةً وشرفاً يُلطّخ بسهولة بمجرّد النظر إليها، لذلك يرى أصحاب هذا القانون أنّ سجن الطالبات ليلاً هو الحلّ الأفضل للحفاظ على سمعة جامعة دمشق ومدينتها الجامعيّة، أمّا ما قد ينجم عن أفعال الطلاب وحريّتهم في الدخول والخروج من المدينة فلا تأثير واضح له، تماماً كما أن تكون البنت في العائلة جالبة للعار فقط إذا تحدّثت مع شابّ في الشارع أو الجامعة، أما سهر الابن في الملاهي وعلاقاته الغرامية ولياليه الحمراء فهي أمورٌ يمكن التغاضي عنها.

ما يحاول واضعو هذا القانون التغاضي عنه هو حقيقة يعلمونها جيداً ألا وهي أنّ من ترغب في إقامة علاقات غير مشروعة فتستطيع فعل ذلك في وضح النهار، كما يمكنها أن لا تعود للنوم في المدينة لتقضي الليل عند عشيقها، وبالطبع لن أناقش حقّ الفتاة في إقامة علاقات غرامية لأنّه موضوع غير قابل للنقاش في مجتمعنا الذكوريّ هذا، لأنّ غشاء البكارة موجودٌ عند الأنثى فقط دون الذكر!!

الواقع في دمشق يعرفه الجميع، وهو أنّ معظم العروض المسرحيّة والحفلات الفنيّة والموسيقيّة والمعارض.. إلى ما هنالك من فعّاليّات ثقافيّة تبدأ في الساعة الثامنة أو التاسعة مساءً، وهذا يعني حرمان تلك الطالبات من حضورها بشكل متعمّد، وحتى في هذه الأيام، فإنّ بعض الطالبات التي تملكن الرغبة في حضور مباريات كأس العالم، التي تبدأ عند الساعة التاسعة والنصف ليلاً، تُضطر إلى أن تأخذ إذناً (تصريحاً) بالتأخّر ساعتين عن موعد إغلاق بوابات الثكنة، أقصد الوحدة، ورغم ذلك يُقابلن بنظرات التشكيك في أخلاقهن وشرفهن، وحتى هذا التصريح قد حُرمن منه، بدعوى أنّ كثيراً من الطلاب يحضرون المباريات المهمّة، فالأفضل منع الطالبات من الحضور لإفساح المجال أكثر للطلاب!

ها قد أُخليت الوحدات السكنيّة من ساكنيها، ذكوراً وإناثاً، وعادوا إلى ديارهم محمّلين بالحقائب "والبرّادات"، ليبقى ذات الموضوع عرضةً للمناقشة مع بداية العام الجديد، دون أن يكون هناك أمل في أيّ تغيير أو تحسين قادم.

* تم نشر هذا المقال على موقع بدنا حل الالكتروني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق