الثلاثاء، 24 مارس 2020

فيلم من إنتاج 2011 يحاكي انتشار فيروس كورونا

 

في الوقت الذي تتخذ فيه الحكومات إجراءات صارمة في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إلى حين التوصل إلى اللقاح الملائم، بات هذا الوباء الغامض، الذي تسبب حتى الآن بوفاة نحو عشرة آلاف شخص، محور أحاديث الملايين حول العالم. فيلم 

في خضم ذلك، استعاد كثيرون فيلماً أمريكياً تم إنتاجه قبل تسع سنوات، يحاكي إلى حدّ كبير ما يجري اليوم، لتشهد مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المشاركات لمشاهد من الفيلم، أو ملاحظات على مضمونه، ومقارنتها بما يحدث، منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين منتصف كانون الأول الماضي، والحديث هنا عن “Contagion” أو العدوى، الذي تم إنتاجه عام 2011، من قبل Michael Shambergو Stacey Sherو Gregory Jacobs، وأدى أدوار البطولة فيه كل من "مات دامون"و "كيت وينسليت"و "جود لو".

يحاول الكاتب سكوت بيرنز في فيلمه هذا إظهار الانتشار السريع للخوف المرتبط بتفشّي الفيروس وتأثير ذلك على النظام الصحي، إلى جانب التغييرات التي تحدثها حالة الهلع على العلاقات الاجتماعية من خلال المفاضلة بين المصلحتين الشخصية والعامة.

ولا شك أن من يتابع “Contagion” للمخرج ستيفين سوديربيرغ يمكن أن يلاحظ بسهولة التشابه الكبير بين أحداث الفيلم وما طرأ على العالم من تغيرات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إذ يبدأ انتشار المرض المعدي في الفيلم من الصين تحديداً، بسبب فيروس مركب ناجم عن طبخ خفاش وخنازير، كما تم تناقله حول ظهور فيروس كورونا نتيجة لعادات غذائية غريبة، على الرغم من عدم وجود أي تأكيد علمي لذلك، ثم يظهر الفيلم عدم تصديق كثرين لوجود الفيروس، الذي يتسبب بأعراض مشابهة  لتلك التي تتسبب بها الإنفلونزا، إلى حين اتساع رقعة انتشاره ووصوله إلى عدد كبير من دول العالم، ليتطرق بعدها إلى طرق تعاطي وسائل الإعلام والسلطات مع ذلك، بما في ذلك فرض الحجر الصحي وحظر التجول في المدن الكبيرة. فيلم 

ومن الأمور الأخرى الملفتة للانتباه، إن الفيروس في الفيلم ينتقل عبر اللمس لا التنفس، وإن الشخص العادي يمكن أن ينقل الفيروس للآخرين دون أن تظهر أعراض الإصابة عليه، وهو تماماً ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية مؤخراً، وما دفع معظم الدول التي ظهرت فيها إصابات بفيروس كورونا إلى فرض الحجر الصحي على الملايين من سكانها.

بالإضافة إلى ما سبق، تطرّق الفيلم إلى حصول أزمة اقتصادية عالمية بعد عزل مدن بأكملها، ما هدّد بانهيار الاقتصاد العالمي، وهو ما يمكن حصوله اليوم إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، كذلك لم يغفل الفيلم عن الإشارة إلى من يعتبرون ظهور الفيروس وانتشاره مؤامرة أو حرباً بيولوجية ما. فيلم 

وعلى الرغم من أن العالم شهد خلال العقود الماضية انتشار عدد من الأوبئة الخطيرة، كإنفلونزا الطيور والسارس والإيبولا وغيرها، التي يمكن أن تكون مصدراً أساسياً للكاتب في ترتيب أحداث فيلمه، إلا أنّ بعضاً ممن عادوا إلى مشاهدة ”Contagion” يذهبون لاعتباره دليلاً على وجود مخطط مسبق لانتشار فيروس كورونا المستجد، معتمدين في تحليلهم هذا تطابق أحداثه مع ما يعيشونه في الوقت الراهن، فهل يستمر هذا التشابه وينجح العلماء في التوصل إلى لقاح فعال ينقذ أرواح الملايين كما حصل في نهاية الفيلم، أو أن العالم قد يشهد نهاية أخرى؟

-------------------------- 

نشر هذا التقرير على موقع ليفانت نيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق