الاثنين، 23 فبراير 2015

تجمع غصن زيتون بدرعا.. مشاريع تنموية لتعويض غياب المؤسسات




في ظل المعارك وعمليات القصف المتواصلة التي تشهدها محافظة درعا جنوب سوريا منذ انطلاق الثورة السورية منها في آذار 2011، ونتيجة لخروج القسم الأكبر من المحافظة عن سيطرة النظام وانشغال الفصائل العسكرية فيها بالجبهات، شكّلت الحياة المدنية بمختلف نواحيها، من بعد الحاجات الإغاثية والمعيشية، أكثر الأمور التي يفتقدها سكان المحافظة، محليين ونازحين، كما هي الحال في معظم المناطق السورية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة ذات التوجهات المختلفة.

خلال ذلك، تعمل مجموعة من الناشطين وذوي الكفاءات على سد هذا الفراغ بقدر ما تسمح لهم الإمكانيات بذلك، في محاولة منهم لإحداث تغيير ما عبر توجيه طاقات وقدرات الشباب إلى أماكن أخرى بعيدة عن الحرب الدائرة.


تأسس تجمع غصن زيتون خلال شهر تشرين الأول من عام 2012 في محافظة درعا، بتمويل بلغ سقفه الأعلى عشرة آلاف ليرة سورية حينها، جمعها المؤسسون من التبرعات، ليواصل التجمع عمله ويوسعه باضطراد، حتى الآن، بالاعتماد على التبرعات الشخصية والدعم المقدم إليهم من بعض منظمات المجتمع المدني الدولية.

التجمع عبارة عن منظمة مدنية تعمل في كثير من الخدمات والأعمال التي تقدمها بالقيام بشكل مبسط بدور الدولة الغائبة، نظراً لغياب المؤسسات المعنية الفاعلة، سواء التابعة للنظام أم للمعارضة، وبالاستناد إلى مدى ارتباط أعضاء التجمع بالمجتمع المحلي والثقة التي حازوها منه.

أفاد صهيب الزعبي، مدير العلاقات العامة في تجمع غصن زيتون، موقع الحل السوري بأن التجمع يعتمد، بالإضافة إلى كوادره، على المجتمع المحلي مع تطعميه بالخبرات المطلوبة، وخاصة في المجالات المتعلقة بالأمور المالية والعلاقات العامة وإدارة المشاريع، سعياً إلى خلق فرص عمل إلى جانب خلق مساحات إبداعية، ويرى الزعبي أن التجمع “يحمل فكرة يريد نقلها كطريقة تفكير إلى مجتمع درعا” للنهوض به ككل متكامل دون تفوق لقطاع على آخر، فالإغاثة، من وجهة نظره، لا تتعدى أن تكون “حلاً طارئاً سيئاً” على المدى الطويل، متسائلاً: “ماذا لو توقف الدعم؟ ماذا لو تعرضت المناطق لحصار مطبق؟ ماذا سيحل بالمجتمع في حال غياب فرص العمل؟”

التجمع ينشط في مجالات التعليم والأطفال واليافعين والدعم النفسي والمشاريع الإغاثية والتنموية، وهذه النشاطات تشمل معظم مدن وبلدات محافظة درعا، مثل صيدا، اليادودة، تسيل، طفس، الطيبة، الجيزة، غصم، نصيب، الشجرة، العجمي، أم المياذن، النعيمة، انخل، جاسم، درعا البلد، حي طريق السد، ومخيم درعا.

على صعيد الأطفال، أوضح الزعبي أن التجمع افتتح تسع مدارس حتى الآن، تضم كل مدرسة منها أيضاً روضة ومركز دعم نفسي، بالإضافة لدورات للشهادتين الإعدادية والثانوية، وهذه المراكز هي سلسلة تحت مسمى دار الزيتون للتعليم والترفيه، كما أنشأ دار الزيتون للدعم النفسي، وحافلة الزيتون للتعليم والترفيه التي هي عبارة عن مركز متنقل تتم فيه نشاطات تعليمية وترفيهية كالرسم والموسيقا وعرض أفلام كرتون وجلسات دعم نفسي وتعليم، وكذلك يصدر عن التجمع مجلة شهرية للأطفال تدعى قوس قزح يتم توزيع أكثر من 2250 نسخة منها.

أما على صعيد التنمية، تم إنشاء مزرعتين بهدف “الاعتماد على الذات” بمساحة وصلت إلى 65 دونم، يتم توزيع منتجاتهما على المحتاجين إليها، وهذه المزروعات هي البازيلاء والفول والخس والملفوف والقرنبيط والبطاطا، بالإضافة إلى مشروع الشعير المستنبت الذي يشكل “مستقبل الوطن العربي” وهو يعتبر من الطرق الرخيصة لتأمين غذاء الحيوانات والحماية من التصحر.

كما افتتح التجمع مؤخراً مشروع مركز الزيتون الثقافي الذي يستهدف اليافعين في منطقة الرفيد بالقنيطرة، وهو أول مشروع للتجمع خارج درعا، يبلغ عدد المستفيدين منه نحو 300 طفل، ويشمل المشروع دورات في اللغتين الإنكليزية والفرنسية، والخياطة والكومبيوتر والتصوير الرسم، وجلسات دعم نفسي، ومحاضرات وندوات عن دور اليافعين وحقوق المرأة والمجتمع المدني، وغرفة للمطالعة.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الزعبي إلى تنفيذ مشاريع إغاثية لتقديم مستلزمات شتوية وغذائية بلغ عدد المستفيدين منها 7500 عائلة، وأشرف التجمع على ما يزيد عن ثلاثين حملة، أبرزها “غرفتي صفي” و”لا تنسونا” و “الشتوية بلشت” و”مونديال الزيتون” و”بأيدي برسم بلدي” و”بكتابي بعمر وطني.”

من جهته اعتبر عمار الخطيب، ناشط إعلامي من درعا، أن تجمع غصن زيتون هو واحد من أبرز المنظمات المدنية العاملة في محافظة درعا نتيجة لشمول مشاريعه معظم المناطق في المحافظة على مختلف الأصعدة، الإغاثية والتعليمية والخدمية، وأضاف أن التجمع أنشأ مؤخراً العديد من المشاريع التي من شأنها تحسين المستوى التعليمي لدى التلاميذ واستثمار المزارع ومن ثم توزيع محصولها على النازحين والمحتاجين، كما لعب التجمع “دوراً متميزاً” على مستوى الهيئات المدنية في المحافظة بعد إقامته العديد من جلسات الدعم النفسي للأطفال وإقامة مدارس مختصة بالتوجيه النفسي للأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية بسبب الحرب.


** نشر هذا التقرير على موقع الحل السوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق