الجمعة، 21 نوفمبر 2014

العام الدراسي الجديد في الغوطة الشرقية يبدأ بمقتل عشرات الأطفال، وقد لا يكتمل



بدأ العام الدراسي الجديد رسمياً في الخامس عشر من شهر أيلول الحالي، لكنه لم يبدأ فعلياً في مدن وبلدات منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة،وقد لا يبدأ، وذلك بسبب التصعيد العسكري الكبير الذي قامت به قوات النظام منذ نهاية شهر آب الماضي على المنطقة باستخدام سلاح الجو والصواريخ والمدفعية الثقيلة، مما تسبب بمقتل عشرات المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال.


ارتفاع كبير في أعداد الضحايا وقرار بالابتعاد عن التجمعات

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 123 شخصاً مدنياً بينهم 42 طفلاً و21 امرأو قد قتلوا في مدينة دوما وحدها في الفترة من 9 حتى 21 أيلول، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 450 شخصاً بينهم 60 إصابة في حالة حرجة.

كما بينت الشبكة أن النظام السوري استخدم في قصف المدينة الصواريخ الموجهة والصواريخ الفراغية، فضلاً عن راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

من جهته قال ناشط إعلامي من المدينة، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن أعداد الضحايا تفوق ذلك، مشيراً إلى أن أكثر من 240 شخصاً قد قتلوا حتى الآن في دوما، ومن ضمنهم 50 طفلاً، كما طال هذا التصعيد في القصف أيضاً مدينة حمورية، مما أودى بحياة ما لا يقل عن 30 شخصاً حتى الآن.

أدى القصف، إلى جانب الخسائر البشرية، إلى تدمير عدد كبير من المباني السكنية، وتسبب بحصول دمار جزئي في عدد كبير من مدارس الغوطة الشرقية.

هذا الواقع دفع المجلس المحلي في مدينة دوما إلى نشر تعميم في الخامس عشر من الشهر الحالي، أي يوم بدء العام الدراسي، طلب فيه من أهالي المدينة إخلاء الشوارع والابتعاد عن التجمعات بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة، وهو ما يعني ضمناً إلغاء الدوام المدرسي حتى إشعار آخر.

نقص في الدعم المالي والكوادر

من جانب آخر أشار الناشط الإعلامي، أنس الشامي، من مدينة كفربطنا، إلى أن "قلة الدعم المادي" قد تكون سبباً في توقف العملية التعليمية في منطقة الغوطة الشرقية، كما أكد ذلك ناشط مدني من عين ترماايضاً.

في هذا السياق أوضح الناشط الميداني، أوس المبارك، أنه لا توجد جهة واحدة تدفع رواتب المدرسين في الغوطة الشرقية، فبعضهم لا يزال مسجلاً في مديرية التربية بدمشق التابعة لحكومة النظام السوري، لكنهم غير قادرين على استلام هذه الرواتب إلا من خلال الذهاب إلى دمشق، وهو ما لا يمكنهم فعله دائماً بسبب حصار قوات النظام للغوطة الشرقية، ويتوقف الأمر على "مزاج" عناصر الحاجز العسكري أو تعليمات فرع الأمن الذي يشرف على الحاجز، على حد تعبيره.

بالإضافة إلى هؤلاء هناك مدرسون انضموا إلى السلك التعليمي حديثاً لتغطية النقص الحاصل في الكوادر العلمية بسبب النزوح أو القتل تحت القصف، وهؤلاء يفترض بهم أن يتقاضوا رواتبهم من مديرية تربية ريف دمشق التابعة للحكومة السورية المؤقتة المشكلة من قبل الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، كما أنه توجد هناك مدارس أخرى أنشأت خلال الثورة تعرف بـ"مدارس الهدى" وهي تابعة لأجناد الشام الذي يقوم بدفع مصاريف هذه المدارس، فيما يقوم المنتدى السوري للأعمال بدفع تكاليف بعض المدارس التي تربطهم بمدرائها علاقة جيدة، فضلاً عن ذلك يكون هناك في بعض الأحيان دعم مادي من قبل بعض المنظمات الدولية للمشاريع التعليمية، ولكنه لا يكون مستمراً بالضرورة.

لا يزال مصير العملية التعليمية مجهولاً

في الوقت الحالي فتحت بعض المدارس أبوابها لبدء العام الدراسي الجديد، وبشكل خاص في المدن والبلدات التي لا يطالها القصف، في حين لا تزال بعض المدارس تنتظر التجهيزات الإدارية واللوجستية، فيما تعمل المجالس المحلية على إصلاح الأضرار التي طالت مباني مدارس أخرى بسبب القصف.

لكن ما لا يعلمه سكان الغوطة الشرقية، الذين يُقدر عددهم حالياً بنحو 650 ألف شخص أكثر من نصفهم من الأطفال، هو هل ستتمكن هذه المدارس من إكمال العام الدراسي، أم أن القصف المتواصل من قبل قوات النظام، أو انقطاع الدعم المادي، سيتسبب بحرمانهم من التعليم، حالهم كحال عشرات الآلاف من أطفال سوريا الذين فقدوا مدارسهم أو باتوا غير قادرين على التعلم في مخيمات اللجوء.

* تم نشر هذه المادة في موقع بدنا حل الالكتروني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق