اتخذت المواجهة بين كل من روسيا وإيران والنظام السوري من جهة، والاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا من جهة أخرى، أشكالاً عدة، كالمواجهة السياسية، والقضايا المتعلقة بالهجرة والإرهاب، والتي تم تناولها بشكل موسّع، سواء على المستوى السياسي أو في وسائل الإعلام، لكن واحداً من جوانب هذه المواجهة لم ينل القدر ذاته من الاهتمام، على الأقل حتى الأزمة الأخيرة بين قطر وباقي دول الخليج العربي، ألا وهو الحرب الباردة حول الغاز الطبيعي بين عدد من القوى الإقليمية والدولية المرتبطة بالأزمة السورية، وبشكل خاص فرنسا، روسيا، إيران، قطر وتركيا، وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية هذا الافتراض، أو تجاهل حقيقة أنه يمكن أن يكون احتمالاً لتغيير خارطة القوى في العالم.
المشكلة تتعلق بالمنافسة بين خطين لنقل الغاز لم يتم تنفيذهما بعد: الأول تم دفعه من قبل دول الخليج، وبالأخص قطر، وبدعم غربي، لكنه يتطلب إسقاط النظام السوري، وتقليص قوة روسيا، فيما يتطلب الآخر استمرار نظام الأسد بدعم من حلفائه، الحكومتين الإيرانية والعراقية، وحزب الله اللبناني المدعوم من طهران.
المشروع الأول تم اقتراحه من قبل قطر عام 2009، وكان يهدف إلى بناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي، والذي سيعرف بخط قطر–تركيا، عبر الأراضي السعودية، الأردنية، السورية والتركية. الخط الجديد كان من شأنه أن يغذي السوق التركية أيضاً، وهو ما قد يفسر مطالبة تركيا بإقامة منطقة حظر جوي بإشرف تركي-أمريكي في شمالي سوريا، إلى جانب منع إقامة أي كيان كوردي مستقل، وبالتأكيد لم يكن ذلك لمحاربة تنظيم داعش.
بعد نحو سنتين، خلال عام 2011، عندما بدأ الحرس الثوري الإيراني بتوفير الدعم العسكري والاقتصادي للنظام السوري، وتدريب وتمويل الميليشيات الطائفية التي تحوّلت إلى جزء من الحرب في سوريا، اقترحت إيران إنشاء خط أنابيب بديل، لضخ الغاز الطبيعي من أراضيها عبر العراق وسوريا.
عقوبات إيرانية ومحاولات قطرية
حرب بالوكالة
خيارات متاحة
في الواقع، يمكن لروسيا أن تمنع تنفيذ أي من المشروعين من خلال وجودها العسكري على الأراضي السورية ورعايتها لنظام الأسد، ما سمح لها بالتحول إلى اللاعب الرئيس في المعادلة السورية بعد تراجع الدور الأميركي خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واستمرّ ذلك خلال الفترة الرئاسية لدونالد ترامب، الذي اتهمته بعض التقارير بالقرب من روسيا.
هناك سيناريو آخر يمكن أن يسمح لروسيا بزيادة نفوذها في الشرق الأوسط من خلال سياسة خطوط الأنابيب، إذ يمكنها رعاية تنفيذ خط الأنابيب الإسلامي (إيران – العراق – سوريا)، وتصدير الغاز من الموانئ السورية، اللاذقية أو طرطوس، حيث تمتلك بالفعل قواعد عسكرية كبيرة هناك.
المراجع:
- BJORN Falcon, Syria And Russia’s War for the Gas Influence in Europe, Inform Napalm, September 19, 2015.
- CHANDRAN Nyshka, Middle East rift could push Qatar closer to Turkey, Iran, CNBC, 5 Jun 2017.
- CRITCHLOW Andrew, Iran to trigger natural gas race with Qatar in Persian Gulf, The Telegraph, 08 Oct 2015.
- Daily Mail, Iran signs major gas deal with France's Total, 8 November 2016.
- DOHERTY Regan E., Factbox: Qatar, Iran share world's biggest gas field, Reuters, Jul 26, 2010.
- Energy Post, Europe increasingly dependent on oil imports, above all from Russia, July 15, 2016.
- ENGIN Yigit, Alvaro ORTIZ and Tomasa RODRIGO, Syria: Pipeline wars, BBVA Research, Global Hot Topics, 23 October 2015.
- France Diplomatie, La France et l’Iran, 23 Sep. 2016.
- LIN Christina, Syrian Buffer Zone – Turkey-Qatar Pipeline, ISPSW Strategy Series: Focus on Defense and International Security, No. 367, Aug 2015.
- SREEKUMAR Arjun, Which country relies most heavily on Russian gas? , Aug. 31, 2014.
- S. Energy Information Administration, Oil and natural gas sales accounted for 68% of Russia’s total export revenues in 2013, JULY 23, 2014
- WAGNER Daniel and Giorgio CAFIERO, The Simmering Rivalry Between Qatar and Saudi Arabia, 13 JUL 2013.
- WINTOUR Patrick, Gulf plunged into diplomatic crisis as countries cut ties with Qatar, The Guardian, 5 June 2017.
- WITHNALL Adam, Putin's gas threat: What happens if Russia cuts the gas to Europe?, Independent, 27 February 2015.
- YOUSSEF Bashar, French role in the Syrian crisis: Escalation of the conflict with Russia, 2017.
- YOUSSEF Shiar, Iran In Syria: From an Ally of the Regime to an Occupying Force, Naame Shaam’s report, 2nd edition, April 2016
----------------------
نشر هذا المقال على موقع SyriaUntold
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق