tag:blogger.com,1999:blog-19431595821096570392023-11-16T11:49:09.317+00:00قرطاسقرطاس - المدونة الشخصية لِـ بشّار يوسفBashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.comBlogger89125tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-10429253676064771312022-03-14T03:21:00.013+00:002022-03-15T04:17:24.450+00:00ارتفاع متوسط أسعار الغذاء في العالم بنسبة 3.9% بعد الغزو الروسي لأوكرانيا<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEis6K1Ap4b5fXRowWDvA4NPyL-QPcu1BC_qYQjxnmxtvATBx-Qbx8dpVhqnb7GkAxikvVL4U6pM2W5GV7xwEsVqNeXFDpjn-3kn4PpwcYo3GPlIfNLEndu9WvuaBaMlObKoNqYlVc4INMQT6FipD3jTTZTTaT5mtOIUTlNmy4GfUMC5A1GAuIMTaRipuw=s870" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="490" data-original-width="870" height="180" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEis6K1Ap4b5fXRowWDvA4NPyL-QPcu1BC_qYQjxnmxtvATBx-Qbx8dpVhqnb7GkAxikvVL4U6pM2W5GV7xwEsVqNeXFDpjn-3kn4PpwcYo3GPlIfNLEndu9WvuaBaMlObKoNqYlVc4INMQT6FipD3jTTZTTaT5mtOIUTlNmy4GfUMC5A1GAuIMTaRipuw=s320" width="320" /></a></div><br /><div dir="rtl" style="text-align: right;"><br /><br /> بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء 140.7 نقطة خلال شباط الفائت، بزيادة قدرها 3.9% عما كان عليه في كانون الثاني من العام الجاري. <span><a name='more'></a></span><br /> هذا الارتفاع يرجع بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار الزيوت النباتية بنسبة 8.5%، نتيجة لارتفاع أسعار زيت النخيل للشهر الثاني على التوالي مع تزايد الطلب العالمي عليها مع انخفاض الصادرات من إندونيسيا، التي تعد أكبر مصدر لزيت النخيل في العالم، فضلاً عن ارتفاع زيت عباد الشمس بشكل ملحوظ مع تزايد المخاوف من انخفاض الصادرات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. <br /><br /> كما أدى الارتفاع الشديد في أسعار النفط الخام إلى دعم ارتفاع أسعار الزيوت النباتية. <br /><br /> من جانب آخر، ارتفعت أسعار جميع الحبوب الرئيسية على أساس شهري، إذ ارتفعت أسعار القمح العالمية بنسبة 2.1% وسط تزايد الشكوك حول الإمدادات العالمية بسبب الاضطرابات في منطقة البحر الأسود التي يمكن أن تعيق الصادرات من أوكرانيا وروسيا، وهما مصدران رئيسيان للقمح. <br /><br /> بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار منتجات الألبان في جميع أنحاء العالم بسبب تزايد الطلب من دول آسيا والشرق الأوسط، وكذلك شهدت أسعار اللحوم ارتفاعاً طفيفاً، بينما انخفضت أسعار السكر. <br /><br /> هذا وكان رئيس برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، حذر نهاية الأسبوع الماضي من أن تأثير الصراع في أوكرانيا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية سيكون فادحاً على سكان الدول الفقيرة. <br /><br /> بيسيلي أشار إلى أن عدد الناس المعرضين لخطر المجاعة في العالم سيزداد مرة أخرى، بعد أن ارتفع سابقاً من 80 مليوناً إلى 276 مليوناً بسبب الصراعات والتغير المناخي وفيروس كورونا، واصفاً مخاطر النقص في الأغذية وارتفاع الأسعار خلال الفترة القادمة بالجحيم على الأرض. </div><div dir="rtl" style="text-align: right;">----------------------------------- </div><div dir="rtl" style="text-align: right;">تم إعداد هذا التقرير لإذاعة الفراتية<br /><br /> <br /></div>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-5059788615241240412021-05-25T18:00:00.019+01:002022-03-15T04:14:59.973+00:00حكاية حيوانات دمشق الضّالة<p style="text-align: right;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEjblenDPza9vZDZMqG7uS9DxMmDCMEkZTlDnwMkOEF0kXBfSlOaoKKbsFAulDs75W1fJ6q4Hc6ZsowaKrXgceXCAw5-TSqZ-lcERVMM1hhMGcMdSJIC0bDGptmk692l4k_DhrM94BQvVY1K27u3jr8DsmZs_acunbUeuErEe7ndZrNKSlQUla6hTU0dMw=s960" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="960" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEjblenDPza9vZDZMqG7uS9DxMmDCMEkZTlDnwMkOEF0kXBfSlOaoKKbsFAulDs75W1fJ6q4Hc6ZsowaKrXgceXCAw5-TSqZ-lcERVMM1hhMGcMdSJIC0bDGptmk692l4k_DhrM94BQvVY1K27u3jr8DsmZs_acunbUeuErEe7ndZrNKSlQUla6hTU0dMw=s320" width="320" /></a></div><br /> <p></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">تزامنًا مع تصاعد وتيرة الأعمال
العسكريّة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري منذ عام 2012،
وتحديدًا في الغوطتين الشرقيّة والغربيّة، قُتل وأُصيب عدد غير محدّد من
الكلاب والقطط نتيجة لعمليات القصف العشوائيّة، في حين نجح المئات منها في
النزوح نحو مدينة دمشق وضواحيها بحثًا عن الغذاء والأمان. بدأ الناس
يتحدثون عن "مشكلة الكلاب والقطط الشاردة"، حيث تزايدت آنذاك </span><span style="font-weight: 400;">شكاوى سكان تلك المناطق من تجمع الكلاب والقطط حول حاويات القمامة ليلًا، متهمين إيّاها بنقل الأمراض.</span></p><p style="text-align: right;"></p><a name='more'></a><p></p><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">أظهرت بعض الكلاب والقطط شراسة غير معهودة، وتمّ تسجيل عدد من </span><span style="font-weight: 400;">الحوادث</span><span style="font-weight: 400;">
التي هُوجم فيها أشخاص في مناطق سكنيّة، وفي مناطق مختلفة من البلاد، ما
أثار حالة من الذعر بين السكّان، وأرجع كثير من شهود العيان لحكاية ما
انحكت هذا السلوك </span><span style="font-weight: 400;">إلى تعوّد تلك الحيوانات على نهش الجثث البشريّة التي لم يتسنَّ لسكان المناطق المحاصرة دفنها.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><h4 class="color-blue" style="text-align: right;"><b>إبادة جماعية تحت مظلة "القانون" <br /></b></h4><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">لاحقًا نفّذت السلطات السوريّة بشكل متكرّر حملات مُنظّمة لقتل الكلاب والقطط الشاردة، ففي أيار 2017 على سبيل المثال، </span><span style="font-weight: 400;">أعلنت</span><span style="font-weight: 400;">
محافظة دمشق أنّها قضت على أكثر من 800 كلب شارد خلال أربعة أشهر، مستخدمة
في ذلك الطلقات الناريّة ورمي رؤوس الدجاج المسممة بالقرب من حاويات
القمامة.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">المحافظة بررت ذلك بعدم توفر اللقاحات
اللازمة لمعالجة الأشخاص الذين يتعرضون للعضّ من داء الكَلَب بسبب العقوبات
الغربية المفروضة على النظام السوري.</span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">في نيسان 2018 تناقلت وسائل</span><span style="font-weight: 400;"> إعلام محليّة اتهامات لمحافظة دمشق</span><span style="font-weight: 400;"> بقتل
22 كلبًا في مناطق متفرقة باستخدام سُم اللانيت، وهو مبيد حشري يستخدم في
الحقول الزراعيّة لكنه شديد الخطورة على الإنسان والحيوان إذا ما تمّ
استخدامه بصورة خاطئة.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><p class="isModified" style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">تقول رشا لحكاية ما
انحكت، (26 سنة، تقيم في بلدة جرمانا) إنّ وضع الطعام المسموم أدى إلى
انتشار جثث عشرات القطط والكلاب في الشوارع وتفسخها، وذلك كان كفيلًا بتفشي
الروائح الكريهة والأوبئة أكثر من ذي قبل. "الحيوانات التي لم يقتلها
السُم أُصيبت بالسُعار ما جعلها أكثر عنفًا" تضيف رشا.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">حسب شهادات بعض السكان، تواصلت معهم
حكاية ما انحكت، انتشرت أنواع جديدة من القوارض نتيجة للإجراءات الحكوميّة،
مثلما حصل في حيّ برزة وفي ضاحية قدسيا. كما أنّ تسميم الكلاب المسعورة
أدى، بحسب تلك الشهادات، إلى "انتقال داء الكلب عن طريق الذباب والديدان
إلى الإنسان وحيوانات أخرى".</span></p><h4 class="color-blue" style="text-align: right;"><b>فشل حكومي في التعامل مع المشكلة</b></h4><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">يتلخّص النهج الذي تمّ اتباعه في التعامل مع الحيوانات الشاردة في </span><span style="font-weight: 400;">تصريح</span><span style="font-weight: 400;">
أدلى به مدير الشؤون الصحيّة في محافظة دمشق، ماهر ريّا، في شهر أيار من
العام 2018 لإحدى الإذاعات المحليّة، عندما شدد على أنّ عمل المحافظة هو
"إنهاء مشكلة الكلاب الشاردة وليس معالجتها"، وهذا ما قد يُفسر رفض
المحافظة والبلديات الاستجابة للمبادرات التي أطلقتها الجمعيات المهتمة
بحقوق الحيوانات لإيجاد حلول بديلة، متعذرة بارتفاع تكاليفها وعدم إمكانية
تطبيقها.</span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;"></span></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEh_LFy-MKFaf-C5gz-UjQLHrIqctEl1oG3yTkxbb_Q-rK4evVuJJCPmehlL6MOtCM8rPF8c8PoExT_XOw2NB6y_MsBBlamAjjJoh_ZoATAGxRPSnEpJLwV6yulYZ18Lkccpz2w2tN0seRFBOkDjs8xhsG0JPVbWsAOe-l3-ZMMTAeHHnFoh3AF97tlLsQ=s557" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="557" data-original-width="394" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEh_LFy-MKFaf-C5gz-UjQLHrIqctEl1oG3yTkxbb_Q-rK4evVuJJCPmehlL6MOtCM8rPF8c8PoExT_XOw2NB6y_MsBBlamAjjJoh_ZoATAGxRPSnEpJLwV6yulYZ18Lkccpz2w2tN0seRFBOkDjs8xhsG0JPVbWsAOe-l3-ZMMTAeHHnFoh3AF97tlLsQ=s320" width="226" /></a></div><br /> <p></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">ذات النهج استمر حينما أصدرت هيئة
إدارة العمليات في القيادة العامة للجيش السوري في الثاني والعشرين من شهر
نيسان 2019 تعميمًا يُطلب فيه من جميع قادة الوحدات العسكريّة تشكيل فرق
عمل مجهزة بالأسلحة الحربيّة أو أسلحة الصيد والقيام بحملة إبادة للكلاب
الشاردة، مرجعة ذلك إلى ازدياد حوادث تعرض الجنود للعض من قبلها في ظلّ
ارتفاع تكاليف استيراد اللقاحات، فضلًا عن اتهام الكلاب بأنّها "السبب
الأول لداء الليشمانيا"، خلافًا لما أوردته </span><span style="font-weight: 400;">منظمة الصحة العالميّة</span><span style="font-weight: 400;">،
والتي ذكرت أنّ مرض الليشمانيا لا ينتقل إلى الإنسان عن طريق التعامل مع
الكلاب أو مع القطط المُصابة به، وإنّما عن طريق "ذبابة الرمل".</span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;"></span></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEi7lsvLUm0HQrtVTuHxwy3h8PqUz5KgwGJRcVQrtksJ3xUu7-RajgwpacA7S4KIsWtsk8dco4NSfmAkKgS-JdRvYFKfGp3KotCoWH23tUAQOUZIhfpRZfcxLkjotDSa9TrAgLIdZyvBrfwY4ThtXv9p1SWlof-uAvY4ObhYZ-8QeLg9RAx1CwgpjxcGBw=s606" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="606" data-original-width="480" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEi7lsvLUm0HQrtVTuHxwy3h8PqUz5KgwGJRcVQrtksJ3xUu7-RajgwpacA7S4KIsWtsk8dco4NSfmAkKgS-JdRvYFKfGp3KotCoWH23tUAQOUZIhfpRZfcxLkjotDSa9TrAgLIdZyvBrfwY4ThtXv9p1SWlof-uAvY4ObhYZ-8QeLg9RAx1CwgpjxcGBw=s320" width="253" /></a></div><br /> <p></p><h4 class="color-blue" style="text-align: right;"><b>قانون العقوبات والعنف المجتمعي</b></h4><div style="text-align: right;">
</div><p class="isModified" style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">الربط الخاطئ بين
الحيوانات الأليفة وانتشار الأمراض، مثل ما حدث بعد انتشار فيروس كوفيد-19،
سمح بحدوث ارتفاع ملحوظ في حالات الاعتداء التي تتعرض لها الحيوانات من
قبل الأطفال، ليتشكل "ما يُمكن أن يكون متواليّة من العنف والساديّة وصولًا
إلى ارتكاب الجرائم"، بحسب مسؤولة الجمعيّة السوريّة لإنقاذ الحيوانات،
آني أورفلي.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">أورفلي أضافت لحكاية ما انحكت أنّ
"الكلاب الضالّة تتعرض بشكل متكرر للتعنيف الذي يصل في بعض الأحيان إلى حدّ
التسبب بموتها أو جعلها عاجزة، وخاصة من قبل الأطفال، ما يدفع الكلاب إلى
اتباع آليّة عدائيّة للدفاع عن نفسها".</span></p><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">هذا وتعتبر أورفلي أنّ "الإساءة
للحيوانات الضالّة يعرّض الناس لخطر أكبر بكثير من عدم التعامل معها"
مشيرةً إلى أن القانون رقم 29 لعام 2006 الخاص بحماية الثروة الحيوانيّة لا
يشمل الحيوانات الضالة، لكنها لفتت في المقابل إلى زيادة ملحوظة في تعلق
الأطفال بالحيوانات الأليفة والاعتناء بها. </span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">وضّح </span><span style="font-weight: 400;">قانون العقوبات السوري</span><span style="font-weight: 400;">
في المادة 728 جرم الاعتداء على الحيوان، والتي تقول في نصّها إنّ "من
أقدر قصدًا غير مضطر على قتل حيوان جر أو حمل أو ركوب أو مواش من مختلف
الأنواع، تخص غيره يعاقب بالحبس التكديري إذا وقع الجرم في ما هو جار على
ملك الفاعل أو بأجاراته أو حيازته بأيّ صفة كانت من الأراضي أو الاسطبلات
أو الحظائر أو الأبنيّة وما يتبعها. ويعاقب بالحبس حتى ستة أشهر إذا وقع
الجرم في مكان جار على ملك صاحب الحيوان، أو بأجاراته، أو حيازته بأي صفة
كانت، وبالحبس من خمسة عشر يومًا إلى شهرين إذا ارتكب الجرم في مكان آخر.
وإذا قتل بالتسميم أحد الحيوانات المذكورة أعلاه كانت العقوبة في كلّ حال
الحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين".</span></p><p style="text-align: right;">
<span style="font-weight: 400;">اشترط قانون العقوبات السوري في نصّه
أن تكون المعاقبة على جرم قتل المواشي وحيوانات الجرّ والركوب فقط وأن تكون
تلك الحيوانات مملوكة لشخص ما، سُمي "صاحب الحيوان"، وبذلك يكون قتل
الحيوانات الشاردة من كلاب وقطط وغيرها، غير متضمن في قانون العقوبات، لذلك
تنتشر ألعاب مثل رمي الكلاب بالحجارة أو شنق القطط، والتي يمارسها الأطفال
دون وجود رادع اجتماعي أو قانوني. هذا السلوك تنامى بشدّة مع تكرار مشاهد
العنف خلال تسع سنوات من الحرب.</span></p><p class="color-red isModified" style="text-align: right;"><i>(نعتذر عن نشر بعض الصور المُتعلقة بتعذيب وقتل الحيوانات، وذلك لفظاعتها)</i></p><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">من جانبها، أكّدت مديرة الفريق السوري
لحماية الحيوانات، هنادي المحتسب، لحكاية ما انحكت على ضرورة إصدار قوانين
لحماية الحيوانات بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، تزامنًا مع إطلاق
حملات توعية تستهدف بشكل خاص طلاب المدارس، منوهة إلى أنّ "كلّ المحاولات
السابقة تمّ تجاهلها تحت مبررات ترتبط بحالة الحرب التي تعيشها البلاد وما
يرافقها من ظروف اجتماعيّة واقتصاديّة".</span></p><div style="text-align: right;">
</div><h4 class="color-blue" style="text-align: right;"><b>محاولات إنقاذ وعقبات بالجملة</b></h4><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">في فترتين متقاربتين، وبجهود فرديّة، قامت مجموعتان من الأصدقاء بإنشاء ما بات يعرف اليوم بالجمعيّة السوريّة لإنقاذ الحيوانات (</span><span style="font-weight: 400;">SARA</span><span style="font-weight: 400;">)، والفريق السوري لحماية الحيوانات (</span><span style="font-weight: 400;">STAR</span><span style="font-weight: 400;">)،
وبمرور الوقت، أصبح هذان الملجآن الجهتين الوحيدتين المُرخّص لهما بالعمل
في هذا المجال من قبل الحكومة السوريّة، ويتابع منشوراتهما على منصات
التواصل الاجتماعي الآلاف من المتابعين في سوريا وخارجها، إلى جانب بعض
المبادرات الفرديّة التي تعمل على نطاق أضيق في محافظات أخرى، كاللاذقية
وحلب.</span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;"><span style="font-weight: 400;">انطلقت فكرة الفريق السوري لحماية
الحيوانات خلال عام 2016 بعد إنقاذ 86 كلبًا من ضحايا حملات التسميم والقتل
بالرصاص ووضعهم في مزرعة صغيرة في منطقة جرمانا، لكن بعضها لم ينج بسبب
نقص الأدويّة وعدم توفر الإمكانيّات لدى المجموعة.</span></span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">لاحقًا نُقلت الكلاب مع كلاب وقطط
أُخرى إلى منطقة صحنايا، حيث حصلت المجموعة بصعوبة على رخصة للعمل من وزارة
الشؤون الاجتماعيّة والعمل، ولكن قرب الملجأ من المعارك في مدينة داريا،
اضطرهم إلى الانتقال مجددًا إلى بلدة الصبّورة، ليتم تحويل مساحة ثلاث
دونمات من الأرض إلى ملجأ يضم حاليًا حوالي 1500 كلب وقطة، بينها عدد كبير
من ذوي الإعاقات. </span></p><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">في ظروف مشابهة، تأسست الجمعيّة
السوريّة لحماية الحيوانات بعدما فقدت القدرة على إيداع الكلاب التي تمّ
إنقاذها في المزارع الخاصة، فأنشأت ملجأ على طريق مطار دمشق الدولي، وعلى
الرغم من حصول الجمعيّة على رخصة للعمل قبل أكثر من سنتين ونصف، إلّا أنّ
الملجأ كان مُهدّدًا بالإغلاق بسبب مشاكل تتعلق بالأرض، ما وضع ما يقارب
3500 كلبًا ونحو 400 قطة وعددًا آخر من الحمير والحيوانات العاشبة أمام
مصير مجهول.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><p class="isModified" style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">عامل مشترك آخر
يجمع بين المبادرتين، هو غياب الدعم الحكومي وصعوبة الحصول على التبرعات من
المجتمع المحلي الفقير، بينما حدّت العقوبات الاقتصاديّة المفروضة على
سوريا من إمكانيّة البحث عن دعم أجنبي. وفي ظلّ نقص الموارد الماديّة
والبشريّة، يستقبل الملجآن بمرور الوقت أعداد متزايدة من الكلاب والقطط،
سواءً بسبب العمليات العسكريّة، أم موجات الهجرة والتهجير، ما يُجبر كثيرين
على التخلي عن حيواناتهم، وهذا يضع القائمين على الملجئين أمام مسؤوليّة
أخلاقيّة تمنعهم من التوقف. </span></p><p class="isModified" style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">خلافًا لصعوبة
الاستمرار في العمل، خاصة وأن لا حلول تلوح في الأفق لمنح الحيوانات التي
تمّ إنقاذها فرصة جديدة للحياة، إذ تراجعت نسبة تبني الكلاب والقطط بشكل
كبير نتيجة للظروف الاقتصاديّة، كما توقفت عمليات التبني إلى الخارج بسبب
العقوبات من ناحية وبسبب الإجراءات التي اتخذتها معظم الدول في مواجهة تفشي
وباء كوفيد-19 من ناحية أخرى لا يرغب أحد "تقريبًا" في تبنيّ الكلاب
والقطط البلديّة التي تمثّل النسبة الأكبر من الحيوانات الموجودة في
الملجئين، وذلك حسب ما قاله القائمون عليهما لحكاية ما انحكت.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><h4 class="color-blue" style="text-align: right;"><b>محاولة لمّ الشمل</b></h4><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">"ليس من المستبعد أن تكون نهاية أيّ من
تلك الكلاب والقطط أسوأ ممّا حصل لها حتى الآن، تمامًا مثل أيّ شيء آخر في
سوريا" تقول يارا (30 سنة، مقيمة في فرنسا) لحكاية ما انحكت، والتي تحاول
منذ وصولها إلى بلاد اللجوء قبل أكثر من سنتين إيجاد طريقة لإخراج كلبتها
"إيما" من سوريا.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">لم تخف يارا غضبها ممّا تتعرض له من
استهزاء، يصل في بعض الأحيان حدّ التنمر، لمجرد طرح تساؤل في المجموعات
التي أنشأها السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي حول طريقة لإنقاذ كلبتها
ذات السنوات الخمس.</span></p><div style="text-align: right;">
</div><div style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;">تضيف يارا لحكاية ما انحكت: "عاملتها
كابنتي، وأريد منحها أكثر، وأخشى أن يضطر أهلي بسبب تدهور الظروف المعيشيّة
وتقدمهم في العمر إلى وضعها في ملجأ ما أو أن يتبناها من قد يسيء
معاملتها. هي أيضًا تستحق الحياة، مثلي.. مثلنا جميعًا".</span></div><p class="isModified" style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;"></span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;"><span style="font-weight: 400;"> =========== </span></span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;"><span style="font-weight: 400;">تم نشر هذا التحقيق على موقع </span> </span></p><p style="text-align: right;"><span style="font-weight: 400;"><a href="https://syriauntold.com/2021/05/25/%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%af%d9%85%d8%b4%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d9%91%d8%a7%d9%84%d8%a9/?fbclid=IwAR0GLs6esdIjOrXgz8k1iBiXcrmv0fRTGkcxZdW4tbb_Xl4DbT0P6XbKDhA" target="_blank">SyriaUntold </a><br /></span></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-53051624577768561442020-10-10T01:43:00.002+01:002022-03-15T04:04:12.569+00:00 هل بدأت واشنطن وموسكو بتقليم أظافر أردوغان؟<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEj_oKc2rzwTgHzaFvmMTqGTrL9TsLP-bUamMY3QBgAR2R5TD-eg4XOK8eQ92bt3E0pogd8xd5Z6aAvPPl-sUp4r7icd52E25xjPaNty91tEgOCYY4RdBpJ245Rx3L1EAfQftJ-YP6Fim1BRSC4AYu4Gz3DqgxpW7bC-mgnBknB_bu1TKtDUa4YrfVU7-Q=s700" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="400" data-original-width="700" height="183" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEj_oKc2rzwTgHzaFvmMTqGTrL9TsLP-bUamMY3QBgAR2R5TD-eg4XOK8eQ92bt3E0pogd8xd5Z6aAvPPl-sUp4r7icd52E25xjPaNty91tEgOCYY4RdBpJ245Rx3L1EAfQftJ-YP6Fim1BRSC4AYu4Gz3DqgxpW7bC-mgnBknB_bu1TKtDUa4YrfVU7-Q=s320" width="320" /></a></div><br /><p></p><p dir="rtl" style="text-align: right;">لم يكن توجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة إلى تمديد حالة
الطوارئ الوطنية المتعلقة بالأوضاع في سوريا لسنة إضافية مفاجئاً، لكن
اللافت في البيان الصادر عن البيت الأبيض هو اعتبار الوجود التركي في شمالي
سوريا تهديداً "غير عادي" للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات
المتحدة الأمريكية، فضلاً عن تحميل الحكومة التركية المسؤولية المباشرة عن
تعريض حياة المدنيين للخطر وتقويض الحملة الهادفة إلى هزيمة تنظيم داعش.<span></span></p><a name='more'></a><p></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">موقف البيت الأبيض المتشدد هذا قد يفضي، كما هو متوقع، إلى فرض عقوبات
اقتصادية على تركيا، بعدما لوحّت وزارة الخارجية الأمريكية بذلك في أول رد
فعل لها على تقرير يفيد بأن تركيا تواصل جهودها لاختبار منظومة الدفاع
الروسية المضادة للطائرات إس-400، مؤكدة على أن هذه الصفقة لا تزال تشكل
عقبة رئيسة، سواء في العلاقات الثنائية بين البلدين من جهة، أم بين الدول
الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (التاتو).</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">من جانب آخر، تشهد العلافات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا توتراً
متزايداً، بسبب استمرار الأخيرة في ابتزاز الدول الأوروبية بفتح حدودها
أمام "أمواج من اللاجئين السوريين"، والتهديد باستخدام القوة العسكرية ضد
اليونان للسيطرة على موارد المتوسط، بالإضافة إلى انخراطها في الصراع
الدائر في ليبيا ضد مصالحها عدد من الدول الأوروبية، ومؤخراً تأجيج المعارك
بين أذربيجان وأرمينيا. </p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كذلك الأمر بالنسبة لروسيا، التي يبدو أنها لم تعد قادرة على التغاضي عن
إرسال تركيا المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا و إقليم قره باغ، فحتى
التفاهم "المؤقت" بينهما في سوريا بات عرضة للانهيار، إذ استأنفت قوات
النظام السوري المدعومة من رورسيا عملياتها العسكرية في إدلب ضد الفصائل
الموالية لتركيا للتأكيد على أن ما تمخضت عنه محادثات سوتشي وأستانة كان
محض تأجيل للحسم العسكري.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">من جهة أخرى، شرعت موسكو في التفريب بين الإدارة الذاتية وبعض تيارات
المعارضة السورية، في خطوة قد تشير إلى اعتراف شبه رسمي بما تعتبره تركيا
خطراً على أمنها القومي، خاصة وأن ذلك تزامن مع تأكيد التحالف الدولي
لمحاربة تنظيم داعش على مواصلة تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">ملامح العزلة الدولية التي استجرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبلده
كنتيجة منطقية لمغامراته العسكرية أسفرت كذلك عن تصاعد حدة خطاب المعارضين
لسياساته، محمّلينه المسؤولية عن تراجع الاقتصاد المحلي وانهيار الليرة
التركية إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار الأمريكي تحت وطأة المخاوف من
عقوبات أمريكية وأوروبية محتملة.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، انتقد مطلع أيلول الفائت
ما وصفه بميل نظام أردوغان إلى الاستبداد في ظل نظام الرئاسة التنفيذية
الجديد، واتهم الحكومة بإساءة إدارة سلسلة من التحديات، كالاقتصاد وتفشي
فيروس كورونا المستجد، والتوتر المتصاعد في شرق البحر المتوسط.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كل ذلك، يستوجب العودة إلى الوعد الذي قطعه ترامب بتدمير الاقتصاد
التركي قبل نحو سنة من الآن في أعقاب احتلال الجيش التركي والفصائل
الجهادية المدعومة من قبله لعدد من المدن والبلدات على الشريط الحدودي مع
سوريا مستغلاً رغبة الرئيس الأمريكي في سحب قواته من المنطقة.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كما أن هذه التطورات تدفع على التفكير بأن السماح لأردوغان بالتمادي في
العبث بعديد من الملفات كان مخططاً له، لتحميل تركيا نفقات تدريب
الميليشيات وتسليحها، ما يضعف اقتصادها أمام أي إجراء قد يتخذ خلال الفترة
القادمة.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">لكن، يبدو أن حلم أردوغان باستعادة أمجاد العثمانيين أعماه عن عمق
العلاقات الأمريكية-الروسية وطبيعة التفاهم على الصراع بينهما، وأنهما لن
تسمحا بوجود قوة ثالثة تنازعهما على النفوذ، أسوة بما فعلاه مع الاتحاد
الأوروبي، فكما سمحت موسكو وواشنطن ببزوغ السلطان التركي لتحقيق مكاسب
جيوسياسية على حساب أطراف أخرى بالوكالة، يبدو أن مرحلة تقليم مخالبه باتت
وشيكة. </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">------------------------------ </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">نشر هذا المقال على موقع <a href="https://thelevantnews.com/2020/10/%d9%87%d9%84-%d8%a8%d8%af%d8%a3%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%88%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%83%d9%88-%d8%a8%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a3%d8%b8%d8%a7%d9%81%d8%b1-%d8%a3%d8%b1%d8%af?fbclid=IwAR0KnNanwMDjAltr2Ir6RAB-rM579g5UNKUo3-91XLAgscrLCTZq7B0j8UE" target="_blank">ليفانت نيوز</a><br /></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-72183626331218846122020-10-09T00:12:00.003+01:002022-03-15T00:14:51.294+00:00أخي الحبيب<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEgo7g-8X2eH29LK5aAG1SJMsONh2d97JAbxwgb7BANv2zwsYg-A3irm_grWRaE-MkVzIhAMjesIjFv5SLaKC_PWI8BF2NoO9m4gHSU3dx6DZ6TjSNlz_RM4rmqlhu5LuY08rxGz0JkkqTFNXSevDZuRHgigzGfmp1_gbKM5Ja_5LlDmLDpjBca6euO2rw=s828" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="427" data-original-width="828" height="165" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEgo7g-8X2eH29LK5aAG1SJMsONh2d97JAbxwgb7BANv2zwsYg-A3irm_grWRaE-MkVzIhAMjesIjFv5SLaKC_PWI8BF2NoO9m4gHSU3dx6DZ6TjSNlz_RM4rmqlhu5LuY08rxGz0JkkqTFNXSevDZuRHgigzGfmp1_gbKM5Ja_5LlDmLDpjBca6euO2rw=s320" width="320" /></a></div><p></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"><span id="docs-internal-guid-f435be44-7fff-26a0-bd23-a8210a280c02">مرّ
وقت طويل منذ زيارتك الأخيرة لي، وكي أصدقك القول، فإنّ انقطاعك المفاجئ
عنّي يحزنني كثيرًا، حتّى أنّي أقضي ساعات كثيرة أتساءل فيها عن أسباب ذلك،
قبل أن أهوي باكيًا. في المرّة السابقة، قبل بضعة أشهر على ما أعتقد،
التقينا في منزل سكنيّ في دمشق، تمّ تحويله إلى مركز للاعتقال. اقتادوني
إلى هناك ظلمًا، وكانوا يعلمون ذلك. أذكر أنّك كنت جائعًا، وساءني حينها
مظهرك الرثّ. اعذرني لأنّي لم أتمكّن من إجبارهم على تقديم بعض الطعام
إليك، لكنّي حاولت مرارًا التكفير عن ذلك بعدما أخلوا سبيلي وافترقنا
مجددًا. لا شكّ أنّه كان حلمًا سيئًا، إلا أنّي لا أجرؤ على تسميته
كابوسًا. أحسب أنّك تدرك صعوبة الأمر، إذ لم أتوقّع رؤيتك على هذا النحو
بعد كلّ الشوق لذلك.<span></span></span></p><a name='more'></a><p></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><span id="docs-internal-guid-f435be44-7fff-26a0-bd23-a8210a280c02">أتظنّ
أني نسيتك؟ ألهذا تتجاهلني؟ أرجوك! إيّاك أن تفكّر في ذلك. أقسم لك أنني
أستعيد كلّ شيء يوميًّا متجاهلًا رغبة والدينا، حتى أنني حدّثت ابنتي عنك.
أجل، أريتها صورتك، ورفعنا رأسينا نحو السماء متمنيّن لك السعادة في ذكرى
مولدك . أتدري ماذا قالت؟ وصفتك بالجميل بلغتها الفرنسيّة الرقيقة. لا
تفزع، هي قادرة على فهم مثل هذه الأمور الآن، فهي ستبلغ السادسة من عمرها
عمّا قريب، إلا أنّها تبدو أكبر من ذلك، في بعض الأحيان أخالها صديقتي.
ليتك كنت هنا معنا! أكاد أجزم أنّك كنت ستتجاهلني في حضورها. لا أنكر أنّي
أخاف من أن يخطر في بالها أن تسألني عن صور أخرى تجمعنا، فأنا لا أملك إلا
واحدة فقط. أتتذكّرها؟ كنّا في الحديقة القريبة من أفران ابن العميد حينها.
هل سامحتني على عدم أخذك إلى الاستيديو القريب لالتقاط بعض الصور لأني
فضّلت ادّخار نقودي من أجل اصطحاب صديقتي إلى مقهى في باب توما؟ لا تكرهني
لذلك، فلقد كرهت نفسي بما فيه الكفاية بعد رحيلك، لا سيّما وأنّها اعتبرت
حزني على فراقك عقبة في طريق نجاحها. </span></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><span id="docs-internal-guid-f435be44-7fff-26a0-bd23-a8210a280c02">حسناً
دعنا من موضوع الصور الآن. لاحظت مؤخَّرًا تشابهًا جديدًا بيننا؟ انظر إلى
الأرقام التي أستخدمها دومًا. ولدت أنت في الخامس والعشرين من الشهر
التاسع، وأنا في التاسع والعشرين من الشهر الخامس. استغرقني التفكير في
الأمر عدّة أيام، أعدت ترتيب الأرقام، جمعتها، ضربتها، قارنتها باليوم الذي
قُتلت فيه عساني أعرف اليوم الذي سأموت فيه أنا الآخر، فاتّهموني
بالسذاجة. على أيّ حال، أنا لا أكترث لما يقولون، فهم لا يعرفون ما يربط
بيننا.</span></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><span id="docs-internal-guid-f435be44-7fff-26a0-bd23-a8210a280c02">اليوم،
في التاسع من شهر تشرين الأول، سوف تخرج عصرًا على عجالة للعب الكرة مع
أصدقائك، ستذهبون إلى ساحة إحدى المدارس، وفي طريق العودة سيقتلونك. سأزورك
غدًا كي أقبّل جبينك وأحفر في ذاكرتي ابتسامتك الأخيرة. </span></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><span id="docs-internal-guid-f435be44-7fff-26a0-bd23-a8210a280c02">كن بخير يا طفلي المدلل، ولا تطل غيابك عني. </span></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><span id="docs-internal-guid-f435be44-7fff-26a0-bd23-a8210a280c02">بشار </span></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"><span id="docs-internal-guid-f435be44-7fff-26a0-bd23-a8210a280c02">-------------------------- </span></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"><span id="docs-internal-guid-f435be44-7fff-26a0-bd23-a8210a280c02">تم نشر هذا النص على موقع <a href="https://www.ultrasawt.com/%D8%A3%D8%AE%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8/%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81/%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9?scroll=1" target="_blank">ألترا صوت</a><br /></span></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-43151484223231573872020-06-21T23:54:00.007+01:002022-03-15T00:15:03.877+00:00لم يمت جدي<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEgdMgZfClRnz4mxbC7z4-l5DB4hBNTLbCLZEKwyQYCBd3o6uuxce8bX-nJRNsKmoHFMjK3nsUuQZyGN0wl46OZCVIdnX97GbP2Cfri5DYZ-n6rRjdvyHjmQOstM69c8RM9Q7F2Sjq6hFFFV_3zkd7k52eRWLrGbv2kUxQc_0o0086lEEhWXfE3JLSmGqw=s579" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="517" data-original-width="579" height="286" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEgdMgZfClRnz4mxbC7z4-l5DB4hBNTLbCLZEKwyQYCBd3o6uuxce8bX-nJRNsKmoHFMjK3nsUuQZyGN0wl46OZCVIdnX97GbP2Cfri5DYZ-n6rRjdvyHjmQOstM69c8RM9Q7F2Sjq6hFFFV_3zkd7k52eRWLrGbv2kUxQc_0o0086lEEhWXfE3JLSmGqw=s320" width="320" /></a></div><br /><p></p><p></p><p dir="rtl" style="text-align: right;">
</p><p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">كان الصباح
باكراً جداً على ما أدركته يومها، حينما
كان دوري في السهر على جدي المريض وحمايته
من نفسه المتمارضة</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">اقترب
مني حيث كنت جالساً وبدأ يضغط على أزرار
حاسوبي بطريقة عشوائية بحثاً عن الزر
الذي سينهي حياته، ليسألني بعدها عن رقم
هاتف حارس المقبرة كي يدفنه في القبر الذي
اشتريناه إلى جوار قبر أخي الصغير نوار،
الذي زارني قبل ذلك بأيام واشترط لعودته
أن يأخذ جدي بدلاً عنه</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أجل؛
اشترينا قبراً فارغاً، وكأننا كنا نمد
لنا جذوراً في أرض دمشق التي لن تشبع من
أوجاعنا</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY"><span></span></span></span></p><a name='more'></a><p></p><p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;"><span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أدركت وقتها أن
ما تبقى من جدي بات هشاً على الوجود، وعرفت
ما الذي سيقتله، أو ما الذي قتل ذاك الذي
لم يخن زوجته أو قضيته، قد غدا واضحاً أنه
تعرض للخذلان من سنين الملاحقة الأمنية
التي لم تثمر وطناً، ومن الدين الذي نشره
فكافأه بموت حفيدٍ ونفي أبناءٍ وأحفادٍ
آخرين، والدنيا التي تمادت في أخذ كل ما
جمعه في حياته حتى شاهد القوات الحكومية
تهدم آخر ما ملكه كي تنشئ مكانه </span></span>"<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">متنفساً</span></span>"
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لدمشق بين
المستشارية الإيرانية والفندق الذي بناه
حديثاً ابن خال الرئيس</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أمسى
جلياً أن ذاك المقهور أمامي ما كان ليصمد
أكثر وهو ينتظر أحدنا يمسك قارورة أمامه
كي يتبوّل فيها، أو يتركه ابنه </span></span>-<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">بعد
أن تعب من هلوساته</span></span>- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">حتى
الصباح التالي كي أجده مرمياً على الأرض
باكياً بعد أن بلل نفسه وهو يحاول الوصول
إلى الحمّام</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">هل حدث كل ذلك
بعد عملية القلب التي أجراها عقب الجلطة
الأولى وما تلاها من تناول العقاقير
المهدئة التي وصفها له طبيب الأعصاب؟
لأني لا أذكر، قبل ذلك، سوى صلابة الرجل
الجالس على شرفته يدخن في وجه الشمس
متناسياً رحيل رفاق دربه، ولوحةً لهيبة
جلوسه خلف كتب تفسير القرآن على سجاد
غرفته المزركش</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">كيف
صار ضعيفاً وبكّاءً كلما رغبت في التقاط
صورة له؟</span></span>! <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لعله
كان محتاجاً لبعض الحب، الحب الحقيقي،
كالذي حجبته عنه زوجته عندما دفعته وهو
يطلب منها ضمةً بعد غياب أسبوعين، ربما
انتقاماً مما فعل بحياتها أو خجلاً من
أحفادها، ليستعيض عنها لاحقاً بإمساك
يدي داخل سيارة الإسعاف يرجوني ألا أتركه</span></span>.
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">بعد أقل من
أسبوعين، منتصف عام ألفين وسبعة، أنهى
الموت عجزه عصراً قبل أن يتمكن من إتمام
صلاته</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">هكذا
مات؛ موت عظيم وإن لم تحبذوا رؤيته كذلك</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">مات جدي، مات
الملا محمد، مات الرجل الذي أُطلق اسمه
على عدد من أبناء القرى الحدودية مع
كردستان العراق احتراماً لنضاله في سبيل
حقوقهم، مات الذي لم يساوم على مبادئه
بالأراضي التي حاول من خلالها حزب البعث
تكميم الأفواه، مات الذي لم يقبل أن يتقاضى
راتباً عن عمله القصير إماماً لجامع، مات
الذي رفض منح بناته نصف ما أقرّه الشرع
لأبنائه، مات الذي كان يحملني ويشتري لي
الآلات الموسيقية حينما كان والدي غائباً،
مات جدي</span></span>!
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">قالوا إني بكيت
كثيراً ولكمت الحائط مراراً، قالوا إن
والدي ظل غير مصدق لما جرى لأنه سمع نبضات
قلبه تسري في عروق جدي، قالوا إن روح أمي
اهتزت للمرة الخامسة خلال أقل من سنتين،
قالوا إن جدتي </span></span>-<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">التي
لا تتحدث العربية</span></span>- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">وقفت
بثبات محاولة تهدئة أبنائها وهي تردد</span></span>:
“<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">قدر الله وما
شاء فعل</span></span>"<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">،
قالوا إن أبناء الجيران الذين تشاجرت
معهم حملوا جدي على أكتافهم، قالوا إنها
أمطرت بغزارة يومها</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">في اليوم التالي،
لم يكن جسده الموجود في مشرحة مشفى
العباسيين في دمشق أقل وقاراً مما سبق،
فبينما كنا نحضّر ترتيبات دفنه قرب أمه
في القامشلي، حسبما أوصى به، كانت القوى
الأمنية بكافة فروعها تحاول إغلاق معابر
المدينة والبلدات المحيطة بها خوفاً من
انتفاضة أخرى، كتلك التي اشتعلت عام ألفين
وأربعة، لكن؛ كل تلك الحواجز والعناصر
المدججة بالأسلحة لم تستطع منع التشييع
المهيب الذي يليق باسمه</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">كل تلك الأحداث
المتسارعة وما رافقها من ضجيج الذكريات
الجميلة والمؤلمة الممزوجة بصخب مئات
الأصدقاء في خيمة العزاء القريبة لم يكن
كافياً ليمحو من ذاكرتي صورة جسده المستسلم
للغسيل الأخير وفمه المفتوح للسماء يصرخ
بي</span></span>: <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لا
تنكسر، فإنّك لن تقف بعدها</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">مرة أخرى قالوا
إنهم حاولوا تهدئتي مجدداً لأني كنت
الوحيد الذي أبكي خلال الجنازة الحافلة
بالمخبرين، فقلت</span></span>: <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لم
يمت</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
--------------------------<br /></p><p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: right;">
تم تشر هذا النص على موقع <a href="https://sard.network/2020/06/22/%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%85%D8%AA-%D8%AC%D8%AF%D9%8A/?fbclid=IwAR0lYGCNw4mybh_Pg4bRafEjkIao_5Mn8slP0qzX5ub6CZ97Q0u5ByDozZs" target="_blank">سرد</a><br />
</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><style type="text/css">p { margin-bottom: 0.1in; direction: ltr; color: #000000; line-height: 115%; text-align: left; orphans: 2; widows: 2; background: transparent }p.western { font-family: "Liberation Serif", serif; font-size: 12pt; so-language: en-US }p.cjk { font-family: "Noto Sans CJK SC Regular"; font-size: 12pt; so-language: zh-CN }p.ctl { font-family: "DejaVu Sans"; font-size: 12pt; so-language: ar-SY }</style></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-73101066181337543882020-05-19T23:49:00.001+01:002022-03-14T23:51:59.994+00:00ذاكرتي محشوّةٌ بالخردل<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEhfvS6udCDhFl9lSM4LO60J23MBrKu5L7SIat3tix19LPznHYx184HOwD1kATR_SiqangGc2sL8JAumoSDbqpijLo4ct8-bAXzHsyr9KG-GBccmjGz-vRnYdiNGxIMDfhm--LJPufr2Pj6q7v9jAx3eak6dApwj982NpAVAt8XA3CVBQANrm4zxNEc-yw=s828" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="427" data-original-width="828" height="165" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEhfvS6udCDhFl9lSM4LO60J23MBrKu5L7SIat3tix19LPznHYx184HOwD1kATR_SiqangGc2sL8JAumoSDbqpijLo4ct8-bAXzHsyr9KG-GBccmjGz-vRnYdiNGxIMDfhm--LJPufr2Pj6q7v9jAx3eak6dApwj982NpAVAt8XA3CVBQANrm4zxNEc-yw=s320" width="320" /></a></div><p></p><p dir="rtl" style="text-align: right;">لا أكترث حقًّا إن كانت مسألة الخلاص هذه حقيقة أو محض أمل، لكن، ما لا
أستطيع نكرانه الآن هو أنّني أتألّم. أسأل نفسي مرّةً أخرى عن مقدار ما
يمكنني احتماله بعدما سحبني كلّ هذا الجنون إلى لعبته التي لا بفوز فيها
أحد، وإلى أيّ مدى سأظلّ قادرًا على الحفاظ على نفسي خاليةً من الترّهات.
ينتابني أحيانًا شعورٌ بالضعف، فأتّجه إلى الاستسلام لما يفوق استطاعتي،
وقبل أن أستعيد أنفاسي تختارني لعبةٌ أخرى لا تقلّ جنونًا عمّا سبقها. أقود
المعارك بنفسي ضدّ نفسي، فلا أنا أُهزم، ولا أعرف متى أتوقّف، حتّى صرت
أخشى أنّي غدوت جزءًا من اللعبة لا لاعبًا فيها، ولا أملك إلّا أن أعبث
بالكلمات، أخلطها، أنمّقها، ثم أتجاهلها، كما فعلت بما تبقّى لي من يقين.<span></span></p><a name='more'></a><p></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">لم يبق في أحشائي الفارغة إلا الألم والجنون، وما بعدهما من فقدان
الرغبة في المضيّ قدمًا إلى أيّ وجهةٍ أعلم أنّها لن تحمل لي أكثر ممّا
أجتهد في تفاديه وأنا مقيّد إلى ما تُرك لي أو منّي. أدنو من انعكاس وجهي
على النافذة أكثر، يخفي مصباح الطريق بعضًا ممّا حُفر فيه، فيمنحني من
الثقة ما يكفي لأسند جبيني إلى الزجاج البارد. لا شيء يثير انتباهي، لا شيء
يتحرّك في الأسفل ولا شيء يتغيّر، حتّى انجذابي من انعكاس وجهي على
النافذة هو ذاته، لا يزيد ولا ينقص، أكرّره كلّما مللت من تخيّل ملامحي
واحتجتُ قليلًا من الحقيقة.</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">أحاول تذكّر الأغنية التي كنت أردّدها صباحًا، إلا أنّ ذاكرتي محشوّةٌ
بالخردل. أحرّك أصابعي على صدري لاستحضار بعض الإيقاعات، لكن دون جدوى.
ماذا لو خرجتُ كي أتمشّى قليلًا؟ ألقي بالسؤال وكأنّني لا أعرفني. لن أخرج.
سأبقى هنا، على بعد زفيرين منّي، أراقب شارعًا لا يتحرّك فيه شيء، من
نافذةٍ تدنو من وجهي أكثر، وربّما سأعود لاحقًا إلى لعبتي، فمن المدهش
حقًّا كيف تستطيع أن تجتاز نفسك بالإنهاك، أن تغرقها بالتفاصيل، أن تعطي
جسدك الظلّ المكسور عينه، أن تعيد تجارب النوم، في أوقاتٍ مختلفة، قبل أن
تهوي كالوسادة من حافّة الأريكة - مساحتك. إنّه التسليم؛ مراس الكهنة،
ولعنة الطيّبين.</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">في الحلم، حيث لا حدود تأطّر الخواء في صدري، ألاحق بقعة دمٍ ارتسمت على
جبينه حتى لا تنسيني فتنته أنّه صار جثّة، وفي كلّ مرّة أدركه فيها، أجده
كما كان في لقيانا الأخير يبتسم لموته، أما أنا، ولأني بقيت حيًّا، فليس لي
إلا أن أقتصّ من نفسي بالاستيقاظ مجددًا كلّ يوم كي أروي حكاية الطفل الذي
قُتل. </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">----------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">تم نشر هذا النص على موقع <a href="https://www.ultrasawt.com/%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%AA%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D8%B4%D9%88%D9%91%D8%A9%D9%8C-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%AF%D9%84/%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81/%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9?scroll=1" target="_blank">ألترا صوت</a><br /></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-48355870828971204642020-05-01T01:40:00.004+01:002022-03-15T01:42:57.057+00:00لا تشتموا أمي!<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">تعالت خلال السنوات الأخيرة الأصوات المناهضة لتأنيث الشتيمة في
الوقت الذي تزايدت فيه قوّة الحركات النسوية الرافضة لهيمنة المجتمعات
الذكورية والمطالبة بالمساواة بين الجنسين.<span></span></p><a name='more'></a><p></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وعلى الرغم من أنّ كثيراً مما يرد في سياق تفسير أسباب استخدام الشتائم وطبيعتها يحمل قدراً كبيراً من الصواب، إلا
أنّ ربطها الدائم بتبعية المرأة للرجل وامتلاكه لها قد يكون موضع جدل،
خاصة وأن المدخل المعتمد في ذلك هو اعتبار اللغة، إلى جانب كونها أداة
للتواصل، أحد أهم مفاتيح فهم ثقافة الفرد، على اعتبار أنّها أكثر الطرق
مباشرة وأوضحها دلالة على سلوكياته ومدى تماهيها مع القيم السائدة في
مجتمعه.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">تشغل الشتائم مكانة كبيرة في كل اللغات منذ القدم، ولو كان ذلك بدرجات
متفاوتة، وفي اللغة العربية، يُعرَّف الشتم على أنه سبّ الشخص ووصفه بما
فيه نقص وازدراء، وفقاً لما ورد في معجم المعاني الجامع، وفي سبيل الوصول
إلى تلك الغاية، من الممكن ملاحظة عدة أساليب في التقليل من شأن الآخر أو
إهانته، سواء كان ذلك في اللغة العربية الفصحى أم اللهجات المحكية. من بين
أكثر تلك الأساليب شيوعاً، تشبيه الآخر أو والده بالحيوانات والنساء، وسب
أمّ الشخص وأخته، وفي الغالب يتضمن ذلك تعابير جنسية أو ذكر أعضائهما
التناسلية، بالإضافة إلى لعن الأب أو المقدسات كالرب أو الدين، وغيرها
الكثير.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">تنوّع هذه الشتائم واختلاف مواضع استخداماتها والغايات من ذلك، يحتّم
علينا النظر إليها من زوايا مختلفة، إذ إنّ طبيعة المجتمعات الذكورية لم
تلغِ خلال مئات السنوات شتم الأب لغرض توجيه الإهانة، كذلك يجب أن لا
يتم تجاهل حقيقة أن النساء أيضاً تستخدمن نفس الشتائم سواء أرادت شتم رجل
أم امرأة، وهو ما يدفع في بعض الأحيان إلى التفكير فيها كألفاظ مجردة دون
الالتفات إلى مضمونها، وعلاوة على ذلك، من الملفت للانتباه حقاً أنّ
الشتائم ذاتها، والتي من المفترض أنّ الهدف منها تجريح الآخر، تستعمل في
سياق المدح.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كل ذلك، لا ينفي سيطرة الذكر على الأنثى وامتلاكه لها في اللاوعي
الجمعي الذي يكوّن ثقافة المجتمع على هيئة مفردات يتمّ تداولها يومياً،
لكني أجد نفسي أميل إلى تفسير آخر، لعلّه يشرح أكثر اعتبار شتم الأم وذكر
عضوها التناسلي واحد من أكثر الشتائم استخداماً، لما لها من أثر بالغ في
الآخر، إذ أرى هنا أنّه من المنطقي التفكير في أنّ سبّ أم الرجل بغية
إهانته ينبع من مكانتها في حياته لا من تبعيتها له، تماماً كما تثور المرأة أيضاً إذا ما شُتمت أمها.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">بالنسبة إلي، لا أعتقد أن التعرّض لأمي يمثل عاراً يهينني، ولا
أشعر بالغضب من ذكر عضوها التناسلي لأن ما أملك من شرف مرتبط به، بل على
النقيض تماماً، فإنني أغضب لأن تلك الشتيمة اقتحمت مساحة الأمان الخاصة بي
وتجرّأت على كل ما لي فيها من قداسة لتمسّ المرأة الوحيدة التي أتذكّرها
حين أتألّم، والتي أحتاج حضنها حين أتعب؛ إنها المرأة التي أنجبتني من
مهبلها، وأرضعتني من صدرها، فكيف لي أن لا أغضب إذا شتموها؟! </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">------------------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">نشر هذا المقال على موقع <a href="https://thelevantnews.com/2020/05/%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b4%d8%aa%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%8a?fbclid=IwAR2n5Tm8mXzyjXieJKxI7roWbhHSzLb_if53cEScApluXRZrNMtkEgClNdw" target="_blank">ليفانت نيوز</a><br /></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-77917554590565759182020-04-11T23:42:00.001+01:002022-03-14T23:45:53.320+00:00إنه أنت.. وكلاكما لا شيء<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEhKTUj02HZCzK01x6jt-gjF90OfMLXIPlC8IIH5u6A37lsS7FsBIYrDcAoaikEdawktmSj95uZTIkD5iiJ0rjzDB2akmGy6vUip_YwcKvcmYj89F-A6cY4y_B3T35PalhYSrZN5O0IPVRO2B6Vjrhr6HSMIEJrUfAeuC4Su-lGlKYfFQAgrm6ZnhiNGYw=s828" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="427" data-original-width="828" height="165" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEhKTUj02HZCzK01x6jt-gjF90OfMLXIPlC8IIH5u6A37lsS7FsBIYrDcAoaikEdawktmSj95uZTIkD5iiJ0rjzDB2akmGy6vUip_YwcKvcmYj89F-A6cY4y_B3T35PalhYSrZN5O0IPVRO2B6Vjrhr6HSMIEJrUfAeuC4Su-lGlKYfFQAgrm6ZnhiNGYw=s320" width="320" /></a></div><p></p><p dir="rtl" style="text-align: right;">كلُّ ذلكَ الضجيج في أحشائِك</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">يقودكَ إلى حيث أنتَ الآن؛</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">مكانٌ آخر</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">تصنعُ فيه من صخبكَ المتعالي</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">فعلًا عشوائيَّ الحركات</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">يتماهى مع لا جدواك.</p><p dir="rtl" style="text-align: right;"><span></span></p><a name='more'></a><p></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">إنّهُ أنت،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وأنتَ ظلُّه،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وكلاكما لا شيء،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">سوى ما كنتَ تخافهُ وتريدهُ</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">في أوقاتٍ متناوبة.</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">إنّهُ أنت،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وأنتَ نقيضُه،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وكلاكما لا شيء،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">سوى ما كنتَ تهربُ منه</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وتعودُ إليهِ</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">في أوقاتٍ متباعدة.</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">إنّهُ أنت،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وأنتَ صورتُهُ الأولى،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وكلاكما لا شيء،</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">سوى رغباتِكَ التي صارتْ ضجيجًا</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">قادكَ إلى حيثُ أنتَ الآن</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">لتصنعَ فعلًا عشوائيَّ الحركات</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">يتماهى مع لا جدواك. </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">----------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">تم نشر هذا النص على موقع <a href="https://www.ultrasawt.com/%D8%A5%D9%86%D9%87-%D8%A3%D9%86%D8%AA-%D9%88%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%83%D9%85%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D8%B4%D9%8A%D8%A1/%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81/%D8%A3%D8%AF%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9?scroll=1" target="_blank">ألترا صوت</a><br /></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-84844509813357398022020-04-10T01:37:00.011+01:002022-03-15T01:40:08.511+00:00دوري أبطال كورونا<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">يتصدّر فايروس كورونا المستجد منذ
عدة أسابيع وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، وبات محور فترات الأخبار،
وموضوعاً رئيساً في معظم البرامج، حتى الترفيهية منها، كنتيجة طبيعية لسرعة
تفشّي الفايروس في معظم دول العالم ووضع مئات الملايين تحت الحجر الصحي
بعد أن أودى بحياة الآلاف.<span></span></p><a name='more'></a><br />
على الرغم من أن "كوفيد-19” ليس الوباء الأول الذي يصيب البشر،
وقد لا يكون أخطرها، كما أنّ التطور العلمي والتنافس التجاري من شأنهما أن
يسرّعا في إيجاد اللقاح الواقي من هذا المرض، إلا أنه قد يفضي إلى تغييرات
كبيرة، بعدما أظهر عجز أنظمة الرعاية الصحية، وبشكل خاص في الدول التي توصف
"بالمتقدمة"، فضلاً عن زعزعة الاقتصاد العالمي والتشكيك في كفاءة بعض
الحكومات والسياسات التي تتبعها، دون إغفال احتمالات ظهور صراعات جديدة بين
القوى العظمى في سبيل الحصول على المستلزمات الطبية الوقائية أو احتكارها،
ولو تطلّب ذلك استخدام القوة العسكرية.<p></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">كل ذلك، وربما ما هو أكثر، لم يمنع كثيراً
من وسائل الإعلام، وبشكل خاص العربية منها، من تكرار سقطاتها السابقة، ما
يطرح أسئلة كثيرة حول سياسات التحرير المتّبعة فيها، هذا إن كانت موجودة في
الأصل، إذ لم يعد يقتصر الأمر على التعامل مع من ماتوا بسبب الفايروس أو
أصيبوا به كأرقام مجرّدة تزيّن شريط الأخبار في الشاشات وتمنح العناوين في
المواقع الإلكترونية مزيداً من الإثارة، فهذا ما اعتدناه في تغطيتها للحروب
والثورات وما تزامن معها من اعتقالات وهجرات، بل تعدّى ذلك إلى أسلوب عرض
تلك الأرقام، وكأنها مسابقة، ليتمّ بشكل يومي نشر عناوين من قبيل: "إسبانيا
تحتلّ المركز الثالث في عدد الوفيات"، "الولايات المتحدة تتجاوز الصين في
عدد الإصابات"، 1200وفاة في أمريكا مقابل واحدة للصين"، وغيرها من العناوين
التي لا تصلح إلا لنقل أخبار البطولات، وكأن إجراءات الحجر والحظر دفعت
بعض وسائل الإعلام إلى الاستعانة بمحرري أخبار الرياضة لديها لسدّ النقص
الحاصل في كوادرها.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">المشكلة لا تتوقّف عند هذا الحدّ، فإذا
كانت وسائل الإعلام تلك تستعين بمحرري أقسام الرياضة لديها، فإنها بلا شك
لم تطلب خدمات محرري الأخبار الاقتصادية، لذا يرتكب بعض معدّي نشرات
الأخبار، أو من يتم استضافتهم فيها، أخطاء ساذجة في تحليل البيانات
واستنتاج المعلومات منها، لعل من أبرزها حساب زيادة أو نقصان معدلات
الإصابة أو الوفيات، دون الإلمام بقواعد الإحصاء البسيطة، ما يؤدي -للأسف-
إلى تقديم مؤشرات خاطئة للمتلقين، وذلك في وقت يسود فيه الهلع ويتمسّك فيه
الناس بأيّ أمل، إلى جانب تجاهل معطيات أخرى، مثل فترة حضانة الفايروس
والمدة اللازمة لظهور الأعراض على المصابين.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">إضافة إلى ما سبق، لا تتوانى بعض وسائل
الإعلام عن نشر معلومات مغلوطة عن أعراض الإصابة بفايروس كورونا أو طرق
الوقاية منه، دون بذل جهود كبيرة للتأكّد من صحتها، أو الرجوع إلى مصادرها،
وفي أغلب الأوقات تتم استضافة أشخاص غير مؤهلين علمياً للتعليق على الجانب
الطبي من الموضوع، فإما أن يكونوا من المراسلين، أو من العاملين في مجال
السياسة، ما يضع كثيراً من إشارات الاستفهام حول مهمة الصحافة ومدى
التزامها بالمعايير المهنية.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">في الواقع إن انعدام المسؤولية الأخلاقية
عن حياة الغير تغدو جلية أكثر في المواقع الإلكترونية والمدونات ومواقع
التواصل الاجتماعي، حيث يمكن إيجاد عشرات الأمثلة عن معلومات خاطئة يتم
تناقلها دون التحري عن دقتها بهدف زيادة عدد الزيارات إلى المدوّنات
الشخصية وبالتالي تحقيق دخل من الإعلانات أو زيادة عدد الإعجابات بالصفحات
أو عدد المشتركين في المجموعات، وهو ما يمكن أن يزيد بشكل متزايد من انتشار
الوباء، إذا ما أخذنا في الاعتبار الساعات الطويلة التي يقضيها معظمنا في
استخدام الإنترنت، وتحوّل مواقع كفيسبوك أو تويتر إلى مصدر وحيد للأخبار
عند كثير من الأشخاص لاستسهال وسرعة الحصول عليها، ويزيد ذلك في المناطق
التي تكون فيها خدمة الإنترنت سيئة ولا تسمح للمستخدمين بالولوج إلى وكالات
الأخبار أو المواقع الرسمية.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">أزمة كورونا -إن جاز التعبير- قد تعزّز
النزعات الفردية والتصرّف من منطلق المصلحة الشخصية البحتة، سواء على
الصعيد الفردي أم الدولي، أو يمكن أن تلعب دوراً في تعميم ثقافة التكافل
وفهم أن استمرارية النوع البشري تتطلب مسؤولية أخلاقية تشاركية تضمنها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">----------------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">نشر هذا المقال على موقع <a href="https://thelevantnews.com/2020/04/%d8%af%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a3%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d9%84-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7?fbclid=IwAR3EmOYVIRCtoUEy9Xjf4fB9icZKdZBVPTvJgUA5nuXQ_LHIlLlr9Ixdjgs" target="_blank">ليفانت نيوز</a> <br /></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"><br /></div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-44082287782289034152020-04-03T23:32:00.003+01:002022-03-14T23:47:29.271+00:00الحاجز<p dir="rtl" style="text-align: right;">
</p><p class="western" dir="rtl" style="line-height: 200%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY"></span></span><span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY"></span></span></p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">كان مكتب البريد
القريب مغلقاً عصر ذلك اليوم، لأسباب
تتعلّق بانتشار فايروس كورونا، ما اضطرني
إلى الذهاب إلى مكتب آخر أبعد</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">نظرت إلى الساعة
لأحدّد سرعة سيري كي أتمكّن من العودة
قبل انقضاء الساعة التي يُسمح لنا فيها
بالتجوّل</span></span>.
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY"> <span></span></span></span></p><a name='more'></a><p></p><p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;"><span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">كانت الطريق
خالية إلا من امرأة تحمل كيسين من الأغراض
التي ابتاعتها من المخزن المجاور</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">حاولت، من باب
التسلية، أن أناغم بين خطواتنا وإيقاع
الأغنية الصادر عن إحدى النوافذ المفتوحة،
لكن سرعان ما شدّتني ضحكات طفلة تلعب مع
كلبها في فناء منزلها</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">تابعت
المشي وأنا أتذكّر ابنتي التي لم أقضِ
معها وقتاً كافياً منذ أربعة أشهر</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أعتقد أنّها
كانت المرة الثانية التي أحسد فيها كلباً؛
كانت الأولى حينما عجزت عن الحصول على
جواز سفر يقيني مما أمسى طبيعياً في الدولة
التي نشأت فيها</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">وصلت
نهاية الطريق لأنتبه إلى أنّ المرأة
اختفت، لتنتهي رحلتي معها سريعاً</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">حسناً، ربّما
سألقاها بعد أيّام حين أخرج ثانية لشراء
بعض الحاجيّات</span></span>.
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">انعطفتُ يميناً
لأتّجه نحو الشارع الرئيس، فلمحت في
منتصفه حاجزاً للشرطة الفرنسيّة يقطع
السير في الاتّجاهين</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">توقّفت
للحظات</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">تلمّست
الجيب الداخليّ لمعطفي لأتأكّد من وجود
هويّتي والأوراق الأخرى التي طلبت منّا
السلطات حملها</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أربع
سيّارات وثمانية عناصر، يوقفون السيّارات
القليلة للتأكّد من أسباب مرورهم</span></span>.
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">قرّرت أن أنعطف
مجدَّداً نحو محطّة القطار لأستقلّ حافلة
ما من أمامها، لكنّه كان خياراً سيّئاً
بالتّأكيد، لأنّني قد أنتظر أكثر من
أربعين دقيقة قبل أن تمرّ إحداها بعد قرار
تقييد حركة النقل</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">خطرت
لي فكرة أخرى، سأعبر الشارع وأمرّ عبر
الحديقة، لأتجنّب بذلك الحاجز</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">رميت متثاقلاً
بضع خطوات لأكتشف أنّ الحديقة أيضاً مقفلة
بغية منع التجمّعات التي قد تسرّع من
انتشار الفايروس</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لم
يكن أمامي سوى أن أعود أدراجي</span></span>.
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">تجاوزني سائق
دراجة حاملاً بيده الورقة التي سيظهرها
للشرطة</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لماذا
أنا مرتبك إلى هذا الحدّ فأنا أيضاً أحمل
ورقة مثلها ولم أبتعد عن بيتي كثيراً؟
أخرجت هاتفي محاولاً إلهاء نفسي كي أطيل
فترة مراقبتي لما يجري على بعد عشرات
الأمتار منّي</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">ذكّرتُ نفسي
حازماً</span></span>: <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">ما
بك؟ لستَ في سوريا الآن، وذاك ليس حاجزاً
للأمن السوريّ، لن تتعرّض للضرب أو
الاعتقال، فهؤلاء هنا لمنع تفشّي الوباء
فحسب، حتّى إذا ما ارتكبتَ مخالفة ما،
سيقومون بتغريمك فقط</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أتتذكّر
حينما وجدتَ محفظة نقود بعد وصولك إلى
فرنسا، وكنت خائفاً من أخذها إلى مركز
الشرطة</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">ماذا
حصل؟ قالوا لك بكلّ بساطة نشكرك على أمانتك
لكن هذا ليس من اختصاصنا، اذهب إلى البلدية</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">هل وجّهوا لك
أيّ تهمة؟ هل انهال عليك شخصان بالضرب
لظنّهم بأنّك سرقت ما في المحفظة من نقود
كما حصل حين كنت صبيّاً واقتادوك إلى قسم
المرجة في دمشق وصوت الأغلال ينبّه المارّة
إليك؟ ألم تتفاجأ وقتها أنّهم لم يرعبوك
ببساط الريح </span></span>-<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">الذي
يحوّل الحمار إلى غزال، كما قال لك المساعد
الأصهب؟ هل حاول أحدهم نزع أظافرك؟ هل
ابتزّوا جدّك وقايضوا ألمك بحمسة آلاف
ليرة قبل أن يخلوا سبيلك؟ لا خوف عليك،
لا قوائم للمطلوبين هنا، لست ملاحقاً في
أحياء دمشق، ولا صيداً سهلاً لميليشيات
الطوائف في بيروت، أنت ماضٍ إلى مكتب
البريد، هذا كلّ ما في الأمر</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أشعرتُ نفْسِي
بشيء من الاطمئنان، وتقدّمت لمواجهة
مخاوفي</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">مشيت
على الطرف البعيد من الرصيف، مدّعياً
الاهتمام بشيء ما في هاتفي</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لمحت
بطرف عيني الشرطة تتحدّث إلى بعض السائقين</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">كان عددهم كافياً
كي لا يلحظني أحد</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لم
يوقفوني</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">يالسعادتي</span></span>!
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">نجح الأمر ثانية،
بعد تسع سنوات من المرّة الأولى</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">كان يوم جمعة،
وكنت ذاهباً إلى زملكا، لكن، كان عليّ
أوّلاً أن أجد مخرجاً من ركن الدين، دون
أن أمرّ على الحواجز التي كانت تحاصر
الحيّ بحثاً عن المتظاهرين</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">نجحت
في تجنّبها كلّها باستثناء الأخير، الذي
كان يقطع الطريق أمام أفران ابن العميد</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لم أتمكّن من
الرجوع لأنهم نصبوا حاجزاً طيّاراً بالقرب
من المخفر، فقرّرت المجازفة، ومشيت على
المنصّف، وبالفعل، لم يوقفني أحد، ربما
ظنّوا أنّ الحاجز السابق سمح لي بالخروج،
أو ربّما لم يصدّقوا أنّي كنت جريئاً
وغبيّاً إلى تلك الدرجة</span></span>.
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">بلغت مكتب البريد،
الذي كان مغلقاً أيضاً، فاستدرت للرجوع،
دون رغبة منّي في البحث عن مكاتب أخرى،
عساني أنهي هذه الرحلة الطويلة</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">مشيت وسط مرآب
خالٍ من السيّارات</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أعتقد
أنّه كان يُستخدم من قبل الموظّفين</span></span>.
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">مجدّداً علّقت
نظري على الحاجز</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">رغبت
في التقاط صورة تذكاريّة، إلا أنّني لم
أمتلك الشجاعة للقيام بذلك، إذ ماذا لو
رأوني وسألوني عن سبب التقاط صورة يظهرون
فيها؟ هل سيصادرون هاتفي؟ هل سيتمّ اعتقالي
لذلك؟ ربّما بدوت ساذجاً، لكنّي سوري،
وفعلٌ كهذا كان كفيلاً بتعذيب آخرين حتّى
الموت</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أجّلت
التقاط الصورة لحين ابتعادي عن الحاجز
كي لا أمنحهم فرصة سؤالي عنها، وربّما
أفلح مرّة جديدة في المرور بسلام، على
الأقلّ هكذا بررت ذعري في تلك اللحظة</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">في أثناء ذلك،
ارتكبت خطأ، إذ عدت من الطرف الآخر، لا
من حيث عبرت في الجولة الأولى، ولسوء
الحظّ، لم يكن هناك غيري</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">توجّهت
صوبي الشرطيّة الوحيدة بينهم</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">صباح الخير
سيّدي، هل يمكن أن تريني الوثيقة والهويّة؟</span></span></p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">صباح الخير،
بالطبع</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">هل خرجت لتشتري
بعض الأشياء؟</span></span></p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">لا، في الواقع
مررت بمكتب البريد لكنّه مغلق</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">صحيح إنه مغلق،
إذن أنت عائد إلى المنزل؟</span></span></p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أجل</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">جيّد، أتمنّى
لك نهاراً سعيداً</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
- <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">وأنتِ أيضاً،
وداعاً</span></span>.</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">أخذتُ نفساً
عميقاً وأنا أراها تبتعد عنّي، ثم استأنفتُ
المشي</span></span>.
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">بعد عدّة خطوات،
أخرجت من جيبي لفافة تبغ كنت قد أعددتها
في البيت، لأنّني لن أقدر على ذلك وأنا
أرتدي القفّازات الواقية</span></span>. <span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">نفثت
الدخان كتنّين فاز للتوّ بمعركة شرسة،
لكنّ التنين لم يجد الشجاعة الكافية
لالتقاط الصورة إلا بعدما ابتعد مسافة
طويلة، وبالكاد ظهرت ملامح ساحة المعركة
فيها</span></span>.
</p>
<p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">ولجتُ الطريق
المؤدّية إلى بيتي مطرقاً وأنا أفكّر</span></span>:
<span style="font-family: DejaVu Sans;"><span lang="ar-SY">إذا كان هذا ما
حصل لي، أنا الذي أعتبر نفسي محظوظاً،
فما الذي يمكن أن يحصل لسوريين آخرين،
واجهوا ظروفاً أقسى ممّا عايشته في تلك
البلاد المشوَّهة؟َ</span></span>! </p><p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">---------------------- </p><p class="western" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-bottom: 0in; text-align: right;">تم نشر هذا النص على موقع <a href="https://sard.network/2020/04/04/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%B2/?fbclid=IwAR1Hh2J6aj3pO3D6TF_9iSnoSyt-c8rCc6yHcVVrXqVmqAQmON8_5rZFbnI" target="_blank">سرد</a><br /></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><style type="text/css">p { margin-bottom: 0.1in; direction: ltr; color: #000000; line-height: 115%; text-align: left; orphans: 2; widows: 2; background: transparent }p.western { font-family: "Liberation Serif", serif; font-size: 12pt; so-language: en-US }p.cjk { font-family: "Noto Sans CJK SC Regular"; font-size: 12pt; so-language: zh-CN }p.ctl { font-family: "DejaVu Sans"; font-size: 12pt; so-language: ar-SY }</style></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-66418167403515364602020-04-01T01:19:00.001+01:002022-03-15T01:32:55.473+00:00 كيف ساهمت فرنسا في صناعة نظام الأسد؟<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تعاملت الحكومات الفرنسية
المتعاقبة، اليسارية منها واليمينية، مع نظام الأسد على أساس من الواقعية
السياسية بهدف الحفاظ على مصالحها الجيوسياسية في الشرق الأوسط، و محاولة
استعادة دور فرنسا كلاعب أساسي في المنطقة في مواجهة الهيمنة الأمريكية.</p><span><a name='more'></a></span><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">لهذا السبب بقيت فرنسا لعقود الشريك
الغربي الأساسي للأسد مانحةً نظامه غطاءً من الشرعية الدولية بناءً على
افتراض عدم وجود بدائل واضحة، وبالتالي فإن عدم الاستقرار كان يمكن أن يؤثر
على عدد من الملفات الهامة، وبشكل خاص الحرب الأهلية في لبنان، ومحادثات
السلام مع إسرائيل، والخوف من صعود القوى الإسلامية.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">بعدما استولى حافظ الأسد على السلطة في
سوريا عام 1970، عمل بشكل تدريجي على إنشاء دكتاتوريته بالاعتماد بشكل كبير
على العلاقات الأسرية والأقلية العلوية، والسيطرة على الأكثرية السنية عبر
المؤسسات الدينية والشراكات التجارية، واستخدام مبدأ "فرّق تسد" مع باقي
الأقليات من خلال فرض حالة من التوتر المستمر بينها.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">خلال عدّة سنوات تحوّل الأسد إلى السلطة
الوحيدة في الدولة، بعدما أصبح قائداً للجيش وحزب البعث الحاكم، ووسّع
صلاحياته لتشمل كافة جوانب الحياة، وفي ذات الوقت، تمكّن من القضاء على
جميع منافسيه وإنهاء الحياة السياسية في البلاد عبر القمع الوحشي لأي
معارضة له، ابتداءً من حزب العمل الشيوعي ووصولاً إلى جماعة الأخوان
المسلمين.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">أما على الصعيد الإقليمي، فرض الأسد نفسه
كلاعب أساسي في العديد من الصراعات السياسية والملفات في الشرق الأوسط، ولا
سيما الصراع العربي-الإسرائيلي والحرب الأهلية اللبنانية.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">لكن مساعي الأسد على المستويين المحلي
والإقليمي كانت تفتقر إلى الشرعية الدولية، وهنا تحديداً لعبت الحكومات
الفرنسية المتعاقبة دوراً بارزاً في تطوير علاقاتها مع النظام السوري ومنحة
الشرعية الدولية اللازمة، وبشكل خاص بعد انهيار الاتّحاد السوفييتي، الذي
كان الداعم الرئيس للأسد حتى ذلك الوقت، ويمكن القول، إنّ كلاً من الرئيسين
الفرنسيين، فرانسوا ميتيران وجاك شيراك، كانا ناجحين في هذه "المهمة".</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">عندما بدأت الحرب الأهلية اللبنانية عام
1975، تدخّل النظام السوري في لبنان سياسياً وعسكرياً، وحتى ثقافياً، وبقي
الجيش السوري في لبنان كقوة محتلة حتى عام 2005. خلال عامي 1983و 1984، كان
الجيش السوري مسؤولاً عن قتل مئات الجنود الفرنسيين والأمريكيين، إلى جانب
الآلاف من المدنيين اللبنانيين، بالإضافة إلى مهاجمة الجماعات المسيحية
المسلحة التي كانت مدعومة.من الحكومة الفرنسية آنذاك. كل ذلك جاء بعد
اغتيال السفير الفرنسي إلى بيروت في الرابع من أيلول عام 1981.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">خلال الفترة ذاتها، قام نظام الأسد بقتل
واعتقال وتعذيب عشرات آلاف المدنيين داخل سوريا، سواء كانوا إسلاميين أم
شيوعيين، وتشير التقارير إلى مقتل نحو عشرين ألف مدني في مدينة حماة وحدها
عام 1982، ومع ذلك لم يقم فرانسوا ميتيران بإدانة القمع العنيف في سوريا
بحجة أن تجاهل المجزرة كان أفضل من دعم الأخوان المسلمين.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">علاوةً على ذلك، زار ميتيران دمشق عام
1984، وبعدها بأربع سنوات، وتحديداً في السابع والعشرين من تموز 1988، زار
الأسد فرنسا للمرة الأولى للقاء نظيره الفرنسي، الذي كان قد أعيد انتخابه
لولاية رئاسية جديدة. تلك الزيارة حملت أهمية كبيرة للأسد على الصعيد
السياسي، بعدما كان يعاني من عزلة دولية. في ذلك اللقاء، ناقش الرئيسان
مستقبل لبنان بصفتهما لاعبين أساسيين في البلد الصغير، وبدا واضحاً أن
المصالح الفرنسية في سوريا كانت محور السياسة الخارجية الفرنسية تجاه
سوريا، لتحافظ باريس منذ ذلك الوقت على هذه الرؤية السياسية في تعاملاتها
مع الأسد.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">بدوره، وخلال توليه منصب الرئاسة الفرنسية
بين عامي 1995 – 2007 وفّر جاك شيراك للأسد فرصة عظيمة لتقوية موقعه في
كثير من القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية عبر ما كان يعرف
بالعلاقات الفرانكو-سورية، بغضّ النظر عن اختلاف المصالح التي رغب الطرفان
في تحقيقها من بقائهما في لبنان.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">في نهاية التسعينات، بدأ حافظ الأسد
بتحضير ابنه بشار ليرث حكمه، لذلك اعتمد على دعم شيراك، والذي أخذه بالفعل
تحت جناحيه. في تشرين الثاني من عام 1999، استقبل شيراك الشاب بشار في
باريس، وبعد عدة أشهر، كان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازة حافظ
الأسد. لذلك كان من الواضح أن بشار الأسد كان المرشح الوحيد لمنصب
الرئاسة، حتى قبل أن يقوم أصدقاء والده من ذوي النفوذ بتغيير الدستور
السوري ليتناسب مع الرئيس الشاب، لعدم إفساح المجال أمام "المجهول".ولتجنب
أي خلل محتمل في العلاقات الفرنسية السورية، بما يخدم مصالح باريس في الشرق
الأوسط ((الأوضاع في لبنان، عملية السلام مع إسرائيل، ودور حماس في
الأراضي الفلسطينية)).</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">لكن، وبحلول صيف 2004، أدرك شيراك أن
الرئيس الشاب استغل علاقتهما لزيادة نفوذه في لبنان، فالأسد عمل على توطيد
تحالفه مع إيران وحزب الله، ومن خلفهما موسكو، وفي المقابل اتخذ موقفاً
عدائياً من رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، الذي كان صديقاً مقرباً من
شيراك، ويتلقى الدعم من المملكة العربية السعودية.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">إلى جانب ذلك، فإن النظام السوري، الذي
وقف مع باريس ضد التدخل الأمريكي في العراق عام 2003، كان متهماً من قبل
الإدارة الأمريكية بتجنيد الجهاديين وتسهيل مرورهم عبر الحدود السورية
لتنفيذ هجمات في الأراضي العراقية.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">وكنتيجة لذلك، عملت باريس وواشنطن سوية
لزيادة الضغط على دمشق، ودفعت باتجاه إصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم
1559في أيلول 2004، والذي طالب بإجراء انتخابات رئاسية لبنانية حرة ونزيهة،
كما دعا كل القوات الأجنبية للانسحاب من لبنان، وكانت تلك نقطة التحول
الأولى في الدبلوماسية الفرنسية تجاه سوريا.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">بعد خمسة أشهر من ذلك، حدث أمر آخر كان
سبباً في تغير السياسة الخارجية الفرنسية تجاه سوريا، حينما تم اغتيال
الحريري يوم الرايع عشر من شباط عام 2005 باستخدام سيارة مفخخة في العاصمة
بيروت، وتمّ اتّهام النظام السوري وحليفه حزب الله اللبناني بالوقوف وراء
ذلك، كما أقام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحقيقاً أشار في البداية
إلى تورّط سوري محتمل في الهجوم، على الرغم من أن المحكمة الخاصة التي
أنشأت لهذا الغرض لم تستطع التوصل إلى استنتاجات ملموسة لأن معظم الشهود
اغتيلوا لاحقاً أيضاً.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">بغض النظر عن انسحاب القوات السورية من
لبنان في العام ذاته، وسّع شيراك الضغط السياسي على نظام دمشق، ونجح في فرض
عزلة دولية عليه استمرت حتى انتهاء فترته الرئاسية، وانتخاب نيكولا
ساركوزي رئيساً لفرنسا.<br /><br />
في الوقت نفسه، فرضت واشنطن ثلاث جولات من العقوبات على النظام السوري
ردّاً على تورطه في دعم الجماعات والأنشطة الإرهابية، وسعيه لامتلاك أسلحة
دمار شامل، واحتلال لبنان.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">وعلى النقيض من سياسة شيراك، فضّل ساركوزي
التقليل من الاهتمام بالجانب السياسي للعلاقة بين باريس ودمشق، وعمل على
تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، محاولاً بذلك اتباع نهج للتقارب مع الأسد
وإبعاده عن إيران عبر إشراكه في مشروعه الاقتصادي، الذي أسماه الاتحاد من
أجل المتوسط، إلى جانب سبع وعشرين دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي، ودول حوض
البحر الأبيض المتوسط، وفي الثالث عشر من تموز عام 2008 تم إطلاق المشروع
لتتويج جهود عدد من البعثات الدبلوماسية بين باريس ودمشق عبر بيروت خلال
عامين. في الشهر ذاته، دعا ساركوزي الأسد لزيارة فرنسا احتفالاً بـ"التقدم
الديمقراطي"الذي حققه، وهو ما مهّد الطريق لتطوير العلاقات الفرنسية
السورية بشكل أكبر.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">بعد عامين، في شباط 2010، زار رئيس
الوزراء الفرنسي آنذاك، فرانسوا فيون، دمشق للقاء نظيره ناجي العطري، برفقة
وزيري الاقتصاد والثقافة، كأول زيارة من نوعها بعد نحو ثلاثة عقود، بهدف
توقيع أحد عشر اتفاق تعاون في عدة قطاعات، من بينها الطاقة والنقل والطيران
والثقافة، وهو ما شكّل مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، وفقاً لما صرح
به العطري بعد اللقاء.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">في الواقع، لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبه
ساركوزي في إنعاش الاقتصاد السوري، فبعد وصوله إلى منصب الرئاسة عام 2000،
عمل بشار الأسد على تحرير الاقتصاد السوري، وزيادة دور القطاع الخاص على
حساب القطاع العام، إلى جانب محاولة جذب الاستثمارات الأجنبية، لكن جهود
حكومته لم تكن كافية لتحسين الحالة الاقتصادية في البلاد، وواجهت دمشق
تحديات في الوصول إلى التمويل اللازم، وذلك بسبب انتشار الفساد، بالإضافة
إلى القيود السياسية المفروضة عليها، لكن المستثمرين الفرنسيين قاموا
بزيارات دورية إلى سوريا بعدما أبدى ساركوزي رغبته في تطوير علاقاته مع
الأسد، على الأقل من الناحية الاقتصادية، ومن جهتها، قدّمت الحكومة السورية
تسهيلات كبيرة للمستثمرين السوريين الراغبين في توقيع شراكات اقتصادية مع
نظرائهم الفرنسيين، وهو ما تجلّى في افتتاح فرع للوكالة الفرنسية للتنمية
في دمشق نهاية عام 2009، تزامناً مع تطور العلاقات الاقتصادية
الفرنسية-السورية كنتيجة لعودة الاستثمارات الفرنسية إلى سوريا.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">التجارة بين البلدين زادت بنحو 20%، في
حين أن الاستثمارات الفرنسية المباشرة في سوريا ارتفعت من 10مليون يورو في
2005إلى 800مليون يورو، كما عادت شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال" إلى
السوق السورية، وأقامت "لافارج" منشآت لتصنيع الأسمنت في دمشق وحلب بتكلفة
وصلت إلى ثلاثة مليارات يورو، وبذلك أصبحت فرنسا ثالث دولة في العالم من
حيث حجم التبادل التجاري مع سوريا، بعد كل من إيطاليا والمملكة العربية
السعودية، وشكّلت الصادرات السورية إلى فرنسا الجزء الأكبر من هذا التبادل،
بنسبة بلغت 80% من إجمالي التبادل التجاري، وبقيمة تجاوزت 900مليون يورو،
ومعظم التجارة كانت تتعلق بالنفط الخام، ما جعل فرنسا ثاني أكبر دولة
تستقبل الصادرات السورية بعد إيطاليا. في الوقت ذاته، استوردت سوريا من
فرنسا المشتقات النفطية، التي مثّلت 40% من إجمالي الواردات. هذه الأرقام
قد تبدو غير مهمة بالنسبة للاقتصاد الفرنسي، لكنها بالتأكيد كانت ذات قيمة
كبيرة لبلد صغير مثل سوريا.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">استمرت السياسة الخارجية الفرنسية تجاه
سوريا على هذا النحو حتى اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، والتي أدّت
إلى تغيّر كبير في الموقف الفرنسي، فكانت فرنسا أول بلد غربي يطالب بالتدخل
العسكري لإسقاط النظام السوري، واستمرّت في الإصرار على رفض السماح لبشار
الأسد بأن يكون جزءاً من أي حل سياسي مستقبلي، بالإضافة إلى دعم المعارضة
السياسية والعسكرية لنظامه، إلا أن هذا التغيّر بقي نابعاً من المصالح
ذاتها، ومن ضمن ذلك المواجهة المتعددة الأوجه مع روسيا.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">------------------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">نشر هذا المقال على موقع <a href="https://thelevantnews.com/2020/04/%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%b3%d8%a7%d9%87%d9%85%d8%aa-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%b5%d9%86%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af%d8%9f?fbclid=IwAR3O1hzMnI8qeUJcxEn-pmg14NaHfCaxjjqXPO5M4IshyDhCRDv7jIcLOB0">ليفانت نيوز</a> <br /></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-82408574840202171742020-03-28T01:10:00.010+00:002022-03-15T01:16:13.300+00:00 التعاطف الانتقائي مع ضحايا كورونا<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">على الرغم من أن فايروس كورونا
المستجد لا يفرّق بين ضحاياه، إلا أننا، أسوةً بوسائل الإعلام التي
نتابعها، نفعل ذلك بالتأكيد، ونميّز بينهم تبعاً لأهوائنا، فيما يكاد يكون
تعاطفاً انتقائيّاً، يتجلّى بوضوحٍ في منشوراتنا على مواقع التواصل
الاجتماعي على أقلّ تقدير. <span style="color: white;">مع ضحاي</span><strong><span style="color: white;">ا كورونا</span></strong></p><span><a name='more'></a></span><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">يتسبّب الفايروس، منذ ظهوره في الصين
منتصف كانون الأول الفائت، بموت المئات حول العالم يومياً، وتتّسع مساحة
انتشاره، على الرغم من كل الإجراءات المشدَّدة التي تمّ اتّخاذها من قبل
حكومات الدول الكثيرة التي وصل إليها الوباء. أعداد الوفيات والإصابات
الكبيرة، نشرت الذعر، لا من المرض وتداعياته على الصحة الجسدية فقط، بل من
انهيار الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية التي اعتدنا عليها، وظهور أنماط
حياتية جديدة تتماشى مع الوضع الراهن، الذي قد يطول أكثر من المتوقَّع، كما
بات الخطر يهدّد كذلك الحياة السياسية لكثيرٍ من أصحاب القرار، الذين
اتُّهموا بتجاهل الوباء، أو التقصير في احتوائه، وفي بعض الأحيان
استثماره. </p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">في خضمّ ذلك، لا يبدو مستغرَباً أن يظهر
خبر إصابة أحد المشاهير في الأخبار بشكلٍ منفرد، فيما يُحشَر آلاف المصابين
الآخرين برقم واحد، كما لو أنه مؤشِّر في الأسواق المالية، وهو ما عانينا
منه كسوريين كثيراً كلّما تطرّقنا إلى ملفي الشهداء والمعتقلين، واختزلناه
بعبارة تردّدت كثيراً منذ تسع سنوات "لسنا مجرد أرقام".</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">لكن، حتى نحن كمتلقّين، لا نجد غرابة في
ذلك الآن، وكأنه من الطبيعي أن يطال المرض أو الموت الناس "العاديين"، أو
كأن أجهزتنا التنفسية والمناعية تختلف عن تلك التي يمتلكها الممثل الأمريكي
توم هانكس، أو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ونتناسى حينها أن هؤلاء
يمتلكون من الثروة والسلطة ما يسمح لهم بتلقي العلاج الملائم، الذي ربما
تضاهي تكلفته مصاريف مركز طبي في إحدى المناطق المنكوبة في القارة
الإفريقية المسلوبة لعدة أشهر.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">على نطاق أوسع، نختار كيف نتعاطف مع
الضحايا أو الدول التي تفشى فيها الوباء وفقاً لمعاييرنا الخاصة التي ساهم
في تشكيلها ما اكتسبناه من صور نمطية، أو من خلال الربط بين الإصابة وهوية
الضحية أو انتمائها، وفي بعض الأحيان شكلها.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">قد يبدو من المنطقي أن ينتشر عبر العالم
هذا التضامن الواسع مع ما آلت إليه الأمور في كل من إيطاليا وإسبانيا
تحديداً، بالنظر إلى حصيلة الوفيات والإصابات التي تسبّب بها كوفيد19، إلا
أن تلك المشاعر قد لا تكون موجَّهة إلى هؤلاء باعتبارهم ضحايا لمرض قد
يطالنا جميعاً وحسب، لا سيّما وأننا نشهد دوماً موت الآلاف في كثير من
الدول، لأسباب متعددة، كالحروب والفقر والأمراض المعدية وغيرها، لكننا لم
نُظهِر هذا القدر من الاهتمام والتعاطف، لذا أميل للاعتقاد أننا حزينون لأن
الموت في هذه المرة وصل إلى ما أحببناه في الماضي، وما كنا نتمناه في
المستقبل، أي أننا قرّرنا أن نتعاطف مع إيطاليا وإسبانيا، لأننا نتعاطف مع
أنفسنا، مع ما نحبّه؛ أندية كرة القدم واللاعبين، الأوبرا الإيطالية
والفلامينغو الإسباني، الأفلام والمسلسلات التي شاهدناها مراراً، وبالطبع
معايير الجمال التي وجّهت رغباتنا وأحلامنا الجنسية. <span style="color: white;">مع ضحايا كورونا</span></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">في الواقع نحن نستجرّ في عزلتنا الأشياء
الجميلة التي تشاركناها مع أشخاص نفتقدهم، ونخشى أن تموت تلك اللحظات التي
تمدّنا بالحياة بعد الخسارات التي تكبّدناها، أي أننا، حتى فيما يُفترض به
أن يكون إنسانياً، نتحيّز إلى ذواتنا الهشّة، وإلا كيف يمكن فهم أنه في
الوقت ذاته، منعنا أنفسنا من التعاطف مع ضحايا آخرين في دول أخرى، كالصين،
لأنها تصدر لنا الأوبئة والبضائع الرديئة، أو إيران، لأنها دمرت سوريا
والعراق واليمن، أو الولايات المتحدة، التي تتبجّح بجبروتها العسكري
والاقتصادي.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">باختزال، نحن لا نقدّم تعاطفاً مجانياً،
ومقاييس التمييز لدينا قد تحتلف عن تلك التي تتضمّنها القوانين، لكنه يبقى
تمييزاً، نبرّر له، وندافع عنه، لأننا ندافع عمّا نحن عليه، وعمّا بقي
يربطنا بهذا العالم المتوحّش.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">----------------------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تم نشر هذا المقال على موقع <a href="https://thelevantnews.com/2020/03/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%b7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d9%85%d8%b9-%d8%b6%d8%ad%d8%a7%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7?fbclid=IwAR0Ihm96yLgJOS9PV8SlLHdMP1UfHGLeDscYTK1uTp9B8TBolPS3rGXUWk8" target="_blank">ليفانت نيوز </a><span style="color: white;"><a href="https://thelevantnews.com/2020/03/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%b7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d9%85%d8%b9-%d8%b6%d8%ad%d8%a7%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7?fbclid=IwAR0Ihm96yLgJOS9PV8SlLHdMP1UfHGLeDscYTK1uTp9B8TBolPS3rGXUWk8" target="_blank">ل</a>يفانت</span></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-87053953370868120482020-03-25T00:58:00.017+00:002022-03-15T01:07:12.639+00:00هل تمتلك الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا القدرة على التعامل مع كورونا؟<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">اتخذت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، خلال الأسبوعين الماضيين،
مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية بهدف مواجهة فيروس كورونا
المستجد، ومنع انتشاره في مناطقها، كان آخرها قرار حظر التجوال الذي دخل
حيز التنفيذ صباح الاثنين الماضي، وذلك على الرغم من تأكيدات هيئة الصحة
المتكررة بعدم تسجيل أي إصابة بالفيروس في مناطق شرق الفرات حتى الآن.<span></span></p><a name='more'></a><br /><p></p><p dir="rtl" style="text-align: right;">قرار
الحظر، وما سبقه من قرارات تقضي بإغلاق المعابر ومنع التجمعات على اختلاف
أنواعها، فضلاً عن تعليق العمل في المؤسسات التعليمية، دفع بكثير من سكان
المنطقة إلى التساؤل عن مدى مصداقية الإدارة في التصريح عن وجود إصابات
بالفيروس وسط كل تلك الإجراءات المشددة، والأهم من ذلك، يشكك البعض في قدرة
الإدارة الذاتية على التعامل مع الوباء، الذي أودى بحياة ما يقارب ستة عشر
ألف شخص حول العالم، منذ ظهوره في الصين منتصف كانون الأول الماضي، وأصاب
ما يزيد عن ثلاثمئة وثلاثين ألف شخص في أكثر من مئة وخمسين دولة، مهدداً
بانهيار الأنظمة الصحية والاقتصادية، وحتى السياسية، في كثير منها، نظراً
لعدم النجاح في استيعابه، أو إيجاد اللقاح المناسب له.</p><p dir="rtl" style="text-align: right;">يتساءل أبو محمد، من سكان مدينة الرقة، عن جدوى إلغاء التجمعات، في
الوقت الذي يقف فيه العشرات في طوابير طويلة، للحصول على الخبز، اسطوانات
الغاز، المحروقات وغيرها من المواد الأساسية. </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">في الواقع، لا يمكن أن
تتجاهل هذه الإجراءات الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها المنطقة،
نتيجة للانخفاض غير المسبوق في قيمة الليرة السورية مؤخراً، لا سيما وأن
القسم الأكبر من سكان المنطقة يعتمدون على الأعمال ذات الدخل اليومي، أو
ينتظرون موسم حصاد الحبوب صيفاً، علماً أن القرار الأخير حدد مدة الحظر
بخمسة عشر يوماً قابلة للتجديد بحسب الضرورة والمصلحة العامة، وهو ما يدعو
لطرح سؤال آخر عن الآلية التي ستعتمدها الإدارة الذاتية في تأمين احتياجات
السكان، خاصة وأن المنظمات الإغاثية والطبية أثبتت فشلها في تحسين ظروف
مئات آلاف السكان، ممن عانوا من تبعات معارك طرد تنظيم داعش من المنطقة
والعدوان التركي الأخير على شمالي سوريا، وما نجم عنه من موجات نزوح لعشرات
الآلاف.</p><p dir="rtl" style="text-align: right;">من الناحية الطبية، يتواجد في مدن محافظة الحسكة عدد لا بأس
به من المستشفيات، التي لم تتعرض للتدمير بسبب بُعدها عن الحروب التي
شهدتها مناطق شرق الفرات عموماً، لكنها تواجه صعوبة في تأمين المستلزمات
الطبية بعد إغلاق الحدود التركية، ونتيجة لارتفاع تكاليف الاستيراد من
إقليم كردستان العراق ومناطق سيطرة النظام السوري.</p><section class="col-left" dir="rtl" style="text-align: right;"><div class="text"><p>من
الناحية الطبية، يتواجد في مدن محافظة الحسكة عدد لا بأس به من
المستشفيات، التي لم تتعرض للتدمير بسبب بُعدها عن الحروب التي شهدتها
مناطق شرق الفرات عموماً، لكنها تواجه صعوبة في تأمين المستلزمات الطبية
بعد إغلاق الحدود التركية، ونتيجة لارتفاع تكاليف الاستيراد من إقليم
كردستان العراق ومناطق سيطرة النظام السوري.</p><div class="postquotes"><blockquote class="postquote"></blockquote></div><p>أما
في الرقة وريفها، فتم، خلال السنتين الماضيتين، إعادة تأهيل وافتتاح عدد
من المشافي العامة، كمشفى الرقة الوطني ومشفى الطبقة الوطني، بالإضافة إلى
ثمانية مشافٍ خاصة موزعة بين المدينتين، وعدد آخر من المراكز الطبية
التابعة للجان الصحة في الإدارات المدنية أو بعض المنظمات، كالهلال الأحمر،
لكنها أيضاً تعاني من عدم توفر المعدات الطبية، ومن نقص كبير في الكوادر
الطبية المؤهلة، خاصة الأطباء المختصين، إذ يعمل فيها عدد كبير ممن خضعوا
لدورات تدريبية قصيرة، تعلموا خلالها بعض الأساسيات في التمريض. </p><p>الحال
في ريف دير الزور، التي كانت آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا، تبدو أسوأ
بكثير، إذ يثير عبد القادر، من سكان بلدة الصور، العديد من التساؤلات حول
جاهزية المراكز الطبية للتعامل مع وباء كهذا، بعدما عجزت أنظمة الرعاية
الصحية في الدول المتقدمة عن ذلك. </p><p>يقول عبد القادر، إن المراكز
الطبية ليست قادرة على توفير العلاج اللازم للمصابين ببعض الأمراض المزمنة،
وتفتقر للمعدات والكوادر الطبية، فكيف لها أن تستوعب مئات المصابين إذا
انتشر الفيروس بالفعل، لافتاً إلى أن مشكلة انتشار بعض الأمراض المعدية،
كالليشمانيا، لم تحل بعد.</p><p>في الوقت الراهن، لا تتوافر في ريف دير
الزور الشرقي سوى بعض المراكز الصحية التي تقدم خدمات طبية بسيطة،
كالإسعافات الأولية وغيرها، ما يضطر المرضى المحتاجين لإجراء عمليات جراحية
للتوجه إلى مشافي الحسكة، متحملين عناء السفر وتكاليفه.</p><p>مخاوف سكان شرق الفرات تبدو مشروعة وسط حالة الهلع التي انتشرت عبر
العالم، لا سيما أن مدينة دير الزور وبلدات ريفها الغربي تعج بالميليشيات
الإيرانية، وأن النظام السوري لم يعترف حتى الأحد الفائت سوى بوجود إصابة
واحدة لشخص وافد من الخارج، على الرغم من انتشار الفيروس في كل الدول
المجاورة. </p><p>يتحدث الأهالي هناك عن انتقال بعض العائلات باتجاه مناطق
الإدارة الذاتية، بعد تردد أنباء عن وجود ثلاث إصابات بفيروس كورونا في حي
الجورة في مدينة دير الزور، حيث تنتشر القوات الإيرانية، بالإضافة إلى حي
القصور في المدينة أيضاً. </p><p>تواجد القوات الإيرانية والميليشيات
التابعة لها لا يقتصر على المدينة فقط، بل أيضاً في مدن وبلدات البوكمال،
السويعية، السكرية، الصالحية، العباس، الجلاء، الميادين وبقرص في الخط
الشرقي، ومعدان وعياش في الخط الغربي، حيث تنتشر عناصر من الحرس الثوري
الإيراني، فيلق القدس، لواء فاطميون، حزب الله، حركة النجباء والحشد
الشعبي، دون إغفال إقامة عائلاتهم في كثير من الأحيان، ممن جاؤوا من إيران
وأفغانستان والعراق وغيرها. </p><p>أنشأت تلك القوات في كل منطقة تتواجد
فيها مشفى عسكرياً خاصاً بها، هي في الغالب أقرب ما تكون إلى مشافٍ ميدانية
في مبانٍ سكنية منتشرة بين المنازل المدنية، بينما يتم نقل الحالات الحرجة
إلى العراق، أو إلى مشفى الأسد في حي القصور، حيث تم بالفعل تخصيص قسم
للحجر الصحي بعد انتشار فيروس كورونا.</p><p>الذعر من انتشار فيروس كورونا المستجد في المدن والبلدات قد يتحول إلى
خطر حقيقي، إذا ما تحدثنا عن عشرات المخيمات النظامية والعشوائية التي تكتظ
بعشرات الآلاف من النازحين، بالإضافة إلى الآلاف من أفراد عائلات مقاتلي
داعش. هؤلاء يفتقرون في الأحوال العادية للرعاية الصحية الملائمة، حيث
تنتشر الأمراض نتيجة غياب المتطلبات الخدمية والمعيشية الأساسية.</p><p>لا
شك أنه لا يمكن تحميل الإدارة الذاتية، ذات التجربة الصغيرة في الإدارة،
مسؤوليات أكبر من الإمكانيات المتوافرة لديها، لكن، لا بد من مطالبتها، على
أقل تقدير، بمزيد من الشفافية في الإعلان عن وجود إصابات محتملة، وأخذ هذا
الوباء العالمي على محمل الجد، لا عن طريق إطلاق تصريحات غير مسؤولة، وعدم
محاسبة المسؤولين عنها، كتلك التي أثارت خلال الأيام القليلة الماضية موجة
من السخط والاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حينما أعلن الرئيس
المشترك لهيئة الصحة، جوان مصطفى، خلال مؤتمر صحافي، عن التوصل لاختبار
للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا خلال ثلاثين ثانية، وذلك بالتعاون مع معهد
سويدي، مؤكداً على نجاح الاختبار بنسبة تفوق الثمانين بالمئة، ليتبين فيما
بعد أنه اختبار قديم، يتم استخدامه للكشف عن إصابة الجسم بأي التهابات مهما
كان سببها. </p><p>بالإضافة إلى ما سبق ذكره، على الإدارة الذاتية لشمال
وشرق سوريا توضيح القرارات التي يتم اتخاذها في إطار مكافحة فيروس كورونا،
والتفكير في بدائل حقيقية وحلول ملموسة لتبعات تلك القرارات، بغية التخفيف
عن الأهالي، الذين واجهوا، ولا زالوا يواجهون، ما يكفي من الصعوبات بسبب
حروب السنوات الأخيرة. </p><p> -------------------- </p><p>نُشرت هذه المادة على موقع <a href="https://raseef22.net/article/1077719-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%85%D8%AA%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7" target="_blank">رصيف22</a><br /></p><p> </p></div></section><p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-5081931771962908602020-03-24T03:13:00.010+00:002022-03-15T03:16:10.114+00:00 فيلم من إنتاج 2011 يحاكي انتشار فيروس كورونا<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">في الوقت الذي تتخذ فيه الحكومات
إجراءات صارمة في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)
إلى حين التوصل إلى اللقاح الملائم، بات هذا الوباء الغامض، الذي تسبب حتى
الآن بوفاة نحو عشرة آلاف شخص، محور أحاديث الملايين حول العالم. <span style="color: white;">فيلم </span></p><span><a name='more'></a></span>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">في خضم ذلك، استعاد كثيرون فيلماً
أمريكياً تم إنتاجه قبل تسع سنوات، يحاكي إلى حدّ كبير ما يجري اليوم،
لتشهد مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المشاركات لمشاهد من الفيلم، أو
ملاحظات على مضمونه، ومقارنتها بما يحدث، منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في
الصين منتصف كانون الأول الماضي، والحديث هنا عن “Contagion” أو العدوى،
الذي تم إنتاجه عام 2011، من قبل Michael Shambergو Stacey Sherو Gregory
Jacobs، وأدى أدوار البطولة فيه كل من "مات دامون"و "كيت وينسليت"و "جود
لو".</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">يحاول الكاتب سكوت بيرنز في فيلمه هذا
إظهار الانتشار السريع للخوف المرتبط بتفشّي الفيروس وتأثير ذلك على النظام
الصحي، إلى جانب التغييرات التي تحدثها حالة الهلع على العلاقات
الاجتماعية من خلال المفاضلة بين المصلحتين الشخصية والعامة.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">ولا شك أن من يتابع “Contagion” للمخرج
ستيفين سوديربيرغ يمكن أن يلاحظ بسهولة التشابه الكبير بين أحداث الفيلم
وما طرأ على العالم من تغيرات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إذ يبدأ انتشار
المرض المعدي في الفيلم من الصين تحديداً، بسبب فيروس مركب ناجم عن طبخ
خفاش وخنازير، كما تم تناقله حول ظهور فيروس كورونا نتيجة لعادات غذائية
غريبة، على الرغم من عدم وجود أي تأكيد علمي لذلك، ثم يظهر الفيلم عدم
تصديق كثرين لوجود الفيروس، الذي يتسبب بأعراض مشابهة لتلك التي تتسبب بها
الإنفلونزا، إلى حين اتساع رقعة انتشاره ووصوله إلى عدد كبير من دول
العالم، ليتطرق بعدها إلى طرق تعاطي وسائل الإعلام والسلطات مع ذلك، بما في
ذلك فرض الحجر الصحي وحظر التجول في المدن الكبيرة. <span style="color: white;">فيلم </span></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">ومن الأمور الأخرى الملفتة للانتباه، إن
الفيروس في الفيلم ينتقل عبر اللمس لا التنفس، وإن الشخص العادي يمكن أن
ينقل الفيروس للآخرين دون أن تظهر أعراض الإصابة عليه، وهو تماماً ما حذرت
منه منظمة الصحة العالمية مؤخراً، وما دفع معظم الدول التي ظهرت فيها
إصابات بفيروس كورونا إلى فرض الحجر الصحي على الملايين من سكانها.</p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">بالإضافة إلى ما سبق، تطرّق الفيلم إلى
حصول أزمة اقتصادية عالمية بعد عزل مدن بأكملها، ما هدّد بانهيار الاقتصاد
العالمي، وهو ما يمكن حصوله اليوم إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، كذلك
لم يغفل الفيلم عن الإشارة إلى من يعتبرون ظهور الفيروس وانتشاره مؤامرة
أو حرباً بيولوجية ما. <span style="color: white;">فيلم </span></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"></div>
<p dir="rtl" style="text-align: justify;">وعلى الرغم من أن العالم شهد خلال العقود
الماضية انتشار عدد من الأوبئة الخطيرة، كإنفلونزا الطيور والسارس
والإيبولا وغيرها، التي يمكن أن تكون مصدراً أساسياً للكاتب في ترتيب أحداث
فيلمه، إلا أنّ بعضاً ممن عادوا إلى مشاهدة ”Contagion” يذهبون لاعتباره
دليلاً على وجود مخطط مسبق لانتشار فيروس كورونا المستجد، معتمدين في
تحليلهم هذا تطابق أحداثه مع ما يعيشونه في الوقت الراهن، فهل يستمر هذا
التشابه وينجح العلماء في التوصل إلى لقاح فعال ينقذ أرواح الملايين كما
حصل في نهاية الفيلم، أو أن العالم قد يشهد نهاية أخرى؟</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">-------------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">نشر هذا التقرير على موقع <a href="https://thelevantnews.com/2020/03/%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%AC-2011-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88" target="_blank">ليفانت نيوز</a> <br /></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-24787815935330775022020-03-14T06:37:00.001+00:002022-03-14T23:31:07.818+00:00صرتُ نبيّاً<p dir="rtl" style="text-align: right;"><span></span> <br /></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEhxoPNwwC47guqwRqTJyA0UBiZJf-6MfSfhxKBVL5bqSKMGklsAoVfHF0IsmorDr1dqZcTswaPEjRMhg6KJ_HzrhVDhshYpdSz3n8PXdFKiEs5OkomsoUC7EOtEuO9axAJcURrGGOrnnr2jOOFDYtT1__sUCebmfPMKLy7hsx79Td6fUBVIZlLV_AxJ3Q=s828" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="427" data-original-width="828" height="165" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEhxoPNwwC47guqwRqTJyA0UBiZJf-6MfSfhxKBVL5bqSKMGklsAoVfHF0IsmorDr1dqZcTswaPEjRMhg6KJ_HzrhVDhshYpdSz3n8PXdFKiEs5OkomsoUC7EOtEuO9axAJcURrGGOrnnr2jOOFDYtT1__sUCebmfPMKLy7hsx79Td6fUBVIZlLV_AxJ3Q=s320" width="320" /></a></div><br />بينَ العواصفِ الهاربةِ من وديانِ الذاكرةِ خارجًا<p></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">والدفءِ المُنبعِثِ منْ حجرتِها</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وقفتُ أنا وزجاج النافذة</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">لا ندري من فينا يحمي الآخرَ من ماذا.</p><p dir="rtl" style="text-align: right;"><span></span></p><a name='more'></a><p></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كانَ رأسي مُثقَلًا بعشراتِ الصوَر</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">فلا أتوقّفُ عنِ التساؤلِ عمّا لا أعرفُه</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">حتّى أعرفَ ما أخافُه:</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">هل ما تجلّى قبلَ قليل</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كان ملامحها تصطاد ولَعِي بها</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">أو كان انعكاسِي فيها؟</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">أدركتُ أنّي بتُّ مُستلَبًا</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">حينَما أضعتُ ظلّي وهي تضعُ زينتَها</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">أخذتْ عينايَ تستقبلانِ تفاصيلَ كثيرة</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">أخْفَتْ وراءَها تفاصيلَ أخرى نسيتُها</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كنتُ أسترقُ منَ الهواءِ اضطرابَهُ</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وهو يلامسُ ما تكشّفَ عن نهدَيها</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وكأنّهُ الوحيُ الذي لا يُقال</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">لم أكنْ شاعرًا</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">لكنّي اخترتُ الاستسلامَ لسطوةِ الجمال</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">لم أمانعْ حينَها</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">أن أمنحَها كلَّ أسلحتي كي تنتصر</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وكأنّها لم تكنْ تعلم</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">أو كأنّني لم أكن كافيًا.</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">فتمادتْ في الاحتفاءِ بجبروتِها</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">واستنزفَتْنِي</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">حتّى صارَ الهواءُ الوالجُ إلى صدري</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">إنهاكًا هوَ الآخر.</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">حاولتُ جاهدًا ألا أفسّر الأشياءَ</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كي لا تفقدَ معانيها</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">إلا أنَّ جسدي ما برحَ ينتفضُ</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">انتقامًا منّي عنْ سنواتٍ خلتْ</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">احتجتُ قدرًا كبيرًا منَ الحكمة</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وربّما قدرًا أكبرَ منَ الجنون</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">كي أستمرّ</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">لم تتركْ لي سوى كأسِي</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">أدرايها في ظلالِهم</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وكأنّها آخر ما سأُعطى منْ نبيذ</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وحالما شعرتُ بالعجز</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">استعرتُ من شَعرِها خصلةً</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">وصرتُ نبيًّا. </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">---------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">تم نشر هذا النص على موقع <a href="https://www.ultrasawt.com/%D8%B5%D8%B1%D8%AA-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%91%D9%8B%D8%A7/%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81/%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9?scroll=1" target="_blank">ألترا صوت</a><br /></p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-76978260800943984312019-11-02T02:52:00.001+00:002022-03-15T03:03:21.882+00:00حرب الغاز وعلاقتها بالأزمة السورية<p dir="rtl" style="text-align: right;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">اتخذت المواجهة بين كل من روسيا وإيران والنظام السوري من جهة، والاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا من جهة أخرى، أشكالاً عدة، كالمواجهة السياسية، والقضايا المتعلقة بالهجرة والإرهاب،
والتي تم تناولها بشكل موسّع، سواء على المستوى السياسي أو في وسائل
الإعلام، لكن واحداً من جوانب هذه المواجهة لم ينل القدر ذاته من الاهتمام،
على الأقل حتى الأزمة الأخيرة بين قطر وباقي دول الخليج العربي، ألا وهو
الحرب الباردة حول الغاز الطبيعي بين عدد من القوى الإقليمية والدولية
المرتبطة بالأزمة السورية، وبشكل خاص فرنسا، روسيا، إيران، قطر وتركيا،
وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية هذا الافتراض، أو تجاهل
حقيقة أنه يمكن أن يكون احتمالاً لتغيير خارطة القوى في العالم.<span></span></p><a name='more'></a><p></p>
<h4 class="color-blue" dir="rtl" style="text-align: right;"><strong></strong></h4>
<p class="isModified" dir="rtl" style="text-align: right;">المشكلة تتعلق بالمنافسة بين خطين لنقل الغاز لم يتم
تنفيذهما بعد: الأول تم دفعه من قبل دول الخليج، وبالأخص قطر، وبدعم غربي،
لكنه يتطلب إسقاط النظام السوري، وتقليص قوة روسيا، فيما يتطلب الآخر
استمرار نظام الأسد بدعم من حلفائه، الحكومتين الإيرانية والعراقية، وحزب الله اللبناني المدعوم من طهران.</p><p class="isModified" dir="rtl" style="text-align: right;">المشروع الأول تم اقتراحه من قبل قطر عام 2009، وكان يهدف إلى بناء خط
أنابيب لنقل الغاز الطبيعي، والذي سيعرف بخط قطر–تركيا، عبر الأراضي
السعودية، الأردنية، السورية والتركية. الخط الجديد كان من شأنه أن يغذي
السوق التركية أيضاً، وهو ما قد يفسر مطالبة تركيا بإقامة منطقة حظر جوي
بإشرف تركي-أمريكي في شمالي سوريا، إلى جانب منع إقامة أي كيان كوردي
مستقل، وبالتأكيد لم يكن ذلك لمحاربة تنظيم داعش. </p><p class="isModified" dir="rtl" style="text-align: right;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEgLe5sOXUJq3nIA2gnmQ3tT937q8tdYactgtXJdF_oJwIe4aefl-0pkT6vujgeI0h_gNxZn4nPFeMBxgRA6fZFiw_npJclPLZG8wILVK6Q_sofMEi2_kxoF59gN17rcKQbwXmKljAcjiP89IXG0di2OZe-4t6QJWSLeJdQvQfHhzWDZOs8LHdJtU_y7Tg=s445" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="334" data-original-width="445" height="240" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEgLe5sOXUJq3nIA2gnmQ3tT937q8tdYactgtXJdF_oJwIe4aefl-0pkT6vujgeI0h_gNxZn4nPFeMBxgRA6fZFiw_npJclPLZG8wILVK6Q_sofMEi2_kxoF59gN17rcKQbwXmKljAcjiP89IXG0di2OZe-4t6QJWSLeJdQvQfHhzWDZOs8LHdJtU_y7Tg=s320" width="320" /></a></div><br /> <p></p><h4 class="color-blue" dir="rtl" style="text-align: right;"><strong></strong></h4>
<p class="isModified" dir="rtl" style="text-align: right;">بعد نحو سنتين، خلال عام 2011، عندما بدأ الحرس الثوري الإيراني بتوفير الدعم العسكري والاقتصادي للنظام السوري، وتدريب وتمويل الميليشيات الطائفية التي تحوّلت إلى جزء من الحرب في سوريا، اقترحت إيران إنشاء خط أنابيب بديل، لضخ الغاز الطبيعي من أراضيها عبر العراق وسوريا. </p><p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>منذ عام 1989، بدأت كل من إيران وقطر بتطوير حقل للغاز الطبيعي،
يُعرف بحقل "جنوب فارس–شمال القبة"، حيث يقع ثلث احتياطي الحقل في الجزء
الإيراني، فيما يقع الباقي في الجزء القطري منه، وتشير التقديرات إلى أن
الجزء الإيراني يضم نحو 325 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما
يكفي لسد احتياجات القارة الأوروبية كلها لمدة 16 سنة، فيما يُتوقع أن
الجزء القطري من الحقل يضم أكثر من 900 تريليون قدم مكعب. هذه الأرقام تعني
أن قطر وإيران تمتلكان ثاني وثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في
العالم بعد روسيا.</a></p>
<h4 class="color-blue" dir="rtl" style="text-align: right;"><a><strong>عقوبات إيرانية ومحاولات قطرية</strong></a></h4>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>في الوقت الذي أعاقت فيه العقوبات الدولية رغبة إيران في تطوير حقل
جنوب فارس، فإن قطر بدأت تحاول لتصبح أحد أكبر مصدّري الغاز الطبيعي
السائل في العالم من خلال استقطاب شركات النفط والغاز العالمية، مثل "شيل"
و"توتال" و"إيكسون موبيل".</a></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>لا شكّ أن تنفيذ خط أنابيب قطر-تركيا من شأنه أن يساهم بشكل كبير في
تعزيز اقتصاد قطر، الدولة الصغيرة نسبياً، والتي تسعى إلى لعب دور قيادي في
المنطقة العربية، وبشكل خاص بين المجتمعات السنية، كذلك سوف يقلل من
اعتمادها على الجارة إيران، المعادية للغرب ولدول الخليج العربي الأخرى،
ولا سيما السعودية، التي ستمرّ الأنابيب عبر أراضيها.</a></p>
<h4 class="color-blue" dir="rtl" style="text-align: right;"><a><strong>حرب بالوكالة</strong></a></h4>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>في حزيران 2015، اندلعت حرب بالوكالة في ريف دمشق الشرقي بين فصائل
مسلحة مدعومة من قطر والسعودية، ومن ثم حرب إعلامية بينهما، سرعان ما وصلت
إلى نقطة أعلنت فيها السعودية، مع دول عربية أخرى، مقاطعة قطر دبلوماسياً
وفرض حصارٍ عليها، لتأتي بعدها خطوة فاجأت كثيراً من المتابعين، عندما
أعلنت تركيا وإيران عن دعمهما لقطر في أزمتها، وأرسلتا لها عن طريق البحر
شحنات من المساعدات.</a></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>أما بالنسبة لإيران، فإن تنفيذ مشروعها، والذي يعرف في بعض المصادر
باسم خط الأنابيب الإسلامي، من شأنه أن يجلب لها منافع اقتصادية كبيرة من
خلال تحويلها إلى ثاني أكبر مصدِّر للغاز الطبيعي في العالم، وتعزيز
علاقاتها مع الغرب بعد سنوات من العقوبات الاقتصادية، إضافةً إلى زيادة
تأثيرها في العالم العربي عبر سوريا والعراق ولبنان.</a></p>
<p class="color-blue isModified" dir="rtl" style="text-align: right;"><a>الوجهة: أوروبا</a></p>
<p class="isModified" dir="rtl" style="text-align: right;"><a>بالتأكيد فإن وجهة التصدير الرئيسية لهذين
المشروعين هي القارة الأوروبية، ويمكن مناقشة أهميتهما بالنسبة للاتحاد
الأوروبي من جانبين: الاستثمارات المباشرة وورادات الغاز من روسيا. لكن
يبقى مشروع خط أنابيب قطر-تركيا مفضلاً للاتحاد الأوروبي بالنظر إلى التوتر
المستمر بين الغرب وإيران. </a></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>أولاً، وبالحديث عن الاستثمارات المباشرة، فإن الشركات الأوروبية هي
أكبر شركاء قطر وإيران في حقلهما المشترك، فكما تم التنويه سابقاً فإن قطر
استقطبت "توتال" الفرنسية و"شيل" الألمانية لتطوير الجزء الخاص بها، وفي
المقابل، وبعد رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، قامت "توتال" بتوقيع عقود
استثمار مع طهران في أعقاب زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى باريس
مطلع عام 2016 ولقائه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند. في تشرين
الثاني من العام ذاته وقعت "توتال" اتفاقاً قيمته 4.8 مليار دولار (أو ما
يعادل4.3 مليار يورو) لتطوير حقل جنوب فارس بالشراكة مع شركة صينية وأخرى
إيرانية، مع الاحتفاظ بما نسبته 50.1% من المشروع.</a></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>ثانياً، وربما هو الأهم، فيتعلق بكون فرنسا، وباعتبارها الدولة
الأوروبية الأكثر انخراطاً في الأزمة السورية، قادت الاتحاد الأوروبي في
حرب باردة حول الغاز الطبيعي ضد روسيا، الداعم الرئيس للنظام السوري،
والمصدّر الأكبر للغاز إلى أوروبا.</a></p>
<p class="color-blue" dir="rtl" style="text-align: right;"><a><strong>التحرر من "الغاز الروسي"</strong></a></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>إذا ما تم تنفيذ أحد المشروعين السابقين، وخط أنبيب قطر-تركيا على
وجه التحديد، فسيكون بمقدور أوروبا استيراد الغاز من قطر، والذي هو أرخص
بنحو ثلاث مرات من ذاك الذي تصدّره روسيا، كما أن مثل هذه التغييرات ستحرّر
القارة العجوز من اعتمادها على الغاز الروسي. بالإضافة إلى ما سبق، فإن
زيادة صادرات الغاز من إيران وقطر سوف تؤدي حتماً إلى تخفيض الأسعار، وهو
ما سيؤثر سلباً على الاقتصاد الروسي، الذي يعتمد جزء كبير من إيراداته على
تصدير الغاز، لذلك نلحظ أن كل العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على روسيا لم
تشمل قطاع الغاز بسبب احتياج أوروبا له، فبقدر ما تحتاج روسيا إلى تصديره،
فإن الدول الأوروبية تحتاج إلى استيراده، فروسيا تصدّر سنوياً نحو 150
مليار متر مكعب من الغاز إلى الأسواق الأوروبية، وهو ما يمثّل ثلث احتياجات
القارة بقيمة تصل إلى 50 مليار يورو.</a></p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>هنا تجدر الإشارة إلى أن صادرات النفط والغاز تشكّل ثلثي إيرادات
روسيا من صادراتها، وفقاً لما أظهرته البيانات التي نشرتها إدارة معلومات
الطاقة الأمريكية. على الجانب الآخر، تعتبر ألمانيا من أكبر مستوردي الغاز
الطبيعي من روسيا.</a></p>
<h4 class="color-blue" dir="rtl" style="text-align: right;"><a><strong>خيارات متاحة</strong></a></h4>
<p class="isModified" dir="rtl" style="text-align: right;"><a>بعد كل ذلك، لا بد من التساؤل عن الخيارات
المتاحة أمام روسيا للحفاظ على إحدى أهم أوراقها ضد أوروبا بعدما رمت بكامل
ثقلها في الأزمة السورية؟ </a></p><p dir="rtl" style="text-align: right;"><a>في الواقع، يمكن لروسيا أن تمنع تنفيذ أي من المشروعين من خلال
وجودها العسكري على الأراضي السورية ورعايتها لنظام الأسد، ما سمح لها
بالتحول إلى اللاعب الرئيس في المعادلة السورية بعد تراجع الدور </a>الأميركي خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واستمرّ ذلك خلال الفترة الرئاسية لدونالد ترامب، الذي اتهمته بعض التقارير بالقرب من روسيا.</p>
<p dir="rtl" style="text-align: right;">هناك سيناريو آخر يمكن أن يسمح لروسيا بزيادة نفوذها في الشرق الأوسط من
خلال سياسة خطوط الأنابيب، إذ يمكنها رعاية تنفيذ خط الأنابيب الإسلامي
(إيران – العراق – سوريا)، وتصدير الغاز من الموانئ السورية، اللاذقية أو
طرطوس، حيث تمتلك بالفعل قواعد عسكرية كبيرة هناك.</p>
<h4 class="color-blue" dir="rtl" style="text-align: right;"><strong> المراجع: </strong></h4>
<ul><li>BJORN Falcon, Syria And Russia’s War for the Gas Influence in Europe, Inform Napalm, September 19, 2015.</li><li>CHANDRAN Nyshka, Middle East rift could push Qatar closer to Turkey, Iran, CNBC, 5 Jun 2017.</li><li>CRITCHLOW Andrew, Iran to trigger natural gas race with Qatar in Persian Gulf, The Telegraph, 08 Oct 2015.</li><li>Daily Mail, Iran signs major gas deal with France's Total, 8 November 2016.</li><li>DOHERTY Regan E., Factbox: Qatar, Iran share world's biggest gas field, Reuters, Jul 26, 2010.</li><li>Energy Post, Europe increasingly dependent on oil imports, above all from Russia, July 15, 2016.</li><li>ENGIN Yigit, Alvaro ORTIZ and Tomasa RODRIGO, Syria: Pipeline wars, BBVA Research, Global Hot Topics, 23 October 2015.</li><li>France Diplomatie, La France et l’Iran, 23 Sep. 2016.</li><li>LIN Christina, Syrian Buffer Zone – Turkey-Qatar Pipeline, ISPSW
Strategy Series: Focus on Defense and International Security, No. 367,
Aug 2015.</li><li>SREEKUMAR Arjun, Which country relies most heavily on Russian gas? , Aug. 31, 2014.</li><li>S. Energy Information Administration, Oil and natural gas sales
accounted for 68% of Russia’s total export revenues in 2013, JULY 23,
2014</li><li>WAGNER Daniel and Giorgio CAFIERO, The Simmering Rivalry Between Qatar and Saudi Arabia, 13 JUL 2013.</li><li>WINTOUR Patrick, Gulf plunged into diplomatic crisis as countries cut ties with Qatar, The Guardian, 5 June 2017.</li><li>WITHNALL Adam, Putin's gas threat: What happens if Russia cuts the gas to Europe?, Independent, 27 February 2015.</li><li>YOUSSEF Bashar, French role in the Syrian crisis: Escalation of the conflict with Russia, 2017.</li><li>YOUSSEF Shiar, Iran In Syria: From an Ally of the Regime to an Occupying Force, Naame Shaam’s report, 2nd edition, April 2016 </li></ul><p dir="rtl" style="text-align: right;"> ---------------------- </p><p dir="rtl" style="text-align: right;">نشر هذا المقال على موقع <a href="https://syriauntold.com/2019/11/02/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9/">SyriaUntold</a><br /></p><p class="isModified"></p><p class="isModified"></p><p class="isModified"></p><p class="isModified"> </p>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-48803303666741168562019-09-28T03:54:00.001+01:002022-03-15T03:57:25.528+00:00الخطاب الشعبوي بين اليمين واليسار<div dir="rtl" style="text-align: right;"><br /><br /> خلال السنوات الأخيرة حققت الأحزاب اليمينية، المتطرفة منها خاصة، كثيراً من الانتصارات الانتخابية في عدد من الدول الديمقراطية الغربية، الأمر الذي سمح لها بالوصول إلى الحكم في عدد منها، أو على الأقل كسب مقاعد أكثر في البرلمانات، ما أثار مخاوف كبيرة من انهيار كثير من التوازنات السياسية والاقتصادية، وحتى الاجتماعية، وأعاد إلى الأذهان ما كانت عليه الحال قبيل الحرب العالمية الثانية، في ظل وجود أحزاب يسارية متطرفة، اعتمدت النهج الشعبوي ذاته.<span><a name='more'></a></span>مكاسب الشعبوية ما كانت لتتحقق في الغالب لولا تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تلك الدول، لتعمد أحزاب اليمين المتطرف إلى استهداف مشاعر وحاجات شرائح محددة، وطرح حلول لمشاكلها، عبر إلقاء اللوم على سياسات الحكومة وطريقة تعاملها مع ملفات حساسة، كالهجرة والإرهاب وقوانين العمل والضرائب وغيرها. براغماتية اليمين الشعبوي أفقدت التيارات اليسارية أوراقاً رابحة استندت إليها في خطابها الموجه للطبقات العاملة عبر مناهضتها للنظام الرأسمالي، لكن أفكار اليسار ممثلاً بالتيار الاشتراكي الديمقراطي لم تدرك ما أصاب العمال والطبقة الوسطى من تغيرات عميقة أفقدتها مكانتها الاجتماعية بفعل السياسات الليبرالية والحدود المفتوحة، وترجيح الاعتبارات غير الوطنية.<br />تغلغلت الشعبوية داخل التيارات اليسارية التي تعادي المؤسسات التقليدية والنخب، وتدعو لإغلاق الحدود بحجة المخاوف الأمنية التي تهدد المجتمع، لتتراجع مبادئ اليسار التقليدي التي تدعو إلى الانفتاح والعالمية والترحيب باللاجئين، فلم تعد الشعبوية حكراً على اليمين الأوروبي.<br />اليوم بات الترويج لأي خطاب شعبوي أسهل مع زيادة معدلات الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار، وإعادة نشرها لتصل إلى عدد أكبر من المستخدمين دون التحقق من صحتها، فضلاً عن حجم المعلومات التي يمكن جمعها من هذه المنصات عن حاجات الناخبين وتخوفاتهم، ولعل الحديث عن تأثير ذلك على نتائج الانتخابات الأميركية هو أفضل دليل على ذلك.<br />اليمين المتطرف في الغرب اعتمد نهجاً سياسياً شعبوياً قريباً من طريقة عمل الشركات، عبر دراسة احتياجات زبائنها المستهدفين، وزيادة مبيعاتها عبر توفير سلع تناسب تطلعاتهم، بغض النظر عن المنفعة الحقيقية التي تقدمها لهم، في حين أن اليسار المتطرف، والأنظمة القومية أو الدينية، استفادت أكثر من خلق الحاجة لدى زبائنها واحتكار توفيرها عبر خلق العدو/ الآخر والتخويف منه والتحريض عليه.<br />أما في المنطقة العربية، ومنذ نيل الدول استقلالها، ومع غياب وجود خطط اقتصادية وتنموية حقيقية، نزعت الأحزاب الحاكمة، في سبيل تثبيت سلطتها، أو تحقيق مكاسب إقليمية، إلى الاعتماد بشكل كبير على خطاب شعبوي، يغذي ويتغذى من المشاعر الوطنية والقومية، والانتماءات الطائفية، وهو ما تجلى في كثير من الصراعات التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية، وبلغ ذروته في السنوات الأخيرة. في المقابل، لم تستطع التيارات المعارضة لتلك الأنظمة تقديم نماذج أفضل مما تعارضه، بل إنها أعادت إنتاج خطاب السلطة الشعبوي المعادي للتعددية. </div><div dir="rtl" style="text-align: right;">-------------------------------- </div><div dir="rtl" style="text-align: right;">نشر هذا المقال ضمن ملف الشعبوية في <a href="https://diffah.alaraby.co.uk/diffah/herenow/2019/9/28/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%AD%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%8C-%D9%81%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%86%D8%AA%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85-4?fbclid=IwAR27eatkRTQHnei1uT3Cp-UcKKW4NBX21inSLV2-4TOGbB6V6561VMhDXH0" target="_blank">ضفة ثالثة</a><br /><br /></div>Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-58684428949769714832017-02-11T23:39:00.000+00:002017-05-08T23:43:53.402+01:00تسع ساعات<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiIizdEFQRBEZuYv5I-H2VA2u3qfWtEhOQnNC60-ZtLYeWQFGlE4ZsYH_b1dXm5CntAsl2R2iXC2r2-U0NkuTOQR4iQFMOxpOwmfLKI6Cw8jCZ1BYdI2_lIdKcmPgpM6zNA0UbmnsuV_kI7/s1600/18402685_1510124982343355_6159850160827342864_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="319" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiIizdEFQRBEZuYv5I-H2VA2u3qfWtEhOQnNC60-ZtLYeWQFGlE4ZsYH_b1dXm5CntAsl2R2iXC2r2-U0NkuTOQR4iQFMOxpOwmfLKI6Cw8jCZ1BYdI2_lIdKcmPgpM6zNA0UbmnsuV_kI7/s320/18402685_1510124982343355_6159850160827342864_n.jpg" width="320" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
أعيش مرّتين كلّ يوم. عيشتان متناقضتان، لكن لغاية واحدة، واضحة في إحداها، وعبثية في الأخرى. أعرفُ جيداً ما أسعى إليه في الوقت الأول، وخلال الثاني أحترفُ تعمّد ترك نفسي هائمةً على دخان التناقضات واللاجدوى. فكرةٌ واحدةٌ تحدّد نمط تصرّفاتي، وترسم ملامحَ الطريق إليها وشكل الهروب منها، كمعزوفة جاز ثابتة الإيقاع ولا نهائيّة الارتجال. هو ليس بالتيه، بل هو التناغم في غير المنتظر بين الضدّين، يسيران معاً في الزمن إلى اللامكان، حيث لا وجود يعلو على صوتها-الهوس. أنا، سيّد معرفتي وأسير الأدوات، أختارُ الحدسَ نهجاً لما لا يمكن اقتفاؤه بالمنطق، إذ لا تجارب يعوَّل عليها في مقعرّات الرّوح الهائجة. الجنون! لا بأس به إن كان أقلَّ موتاً من الذاكرة. هي حربي، التي لا جنود فيها إلاي، أحظى بالنصر والهزيمة، مرّتين، كلّ يوم.<br />
<a name='more'></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
أرسمُ على أرض الهامش دائرتي التي تصير، مع التساقط المتكرّر، حفرةً موشومةً ببقايا أظافري؛ آثار محاولات الصعود. الجدران الخاوية، مرآة العقل، اشتدّت سماكةً. نورٌ باهتٌ كالأمنية السابقة، اضطرابٌ موسيقيّ مارق، والليلُ خارجاً متاهة. تسعُ ساعاتٍ حقيقيّة حدّ الارتياب. كان يمكن أن أكون كذلك دائماً، لكنّها تلاشت كعطر ياسمينةٍ قُطفت لفرحةٍ آنيّة بقبلةٍ غير مستحقّة.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
صباحاً، كاليوم السابق، وأيّامٍ ستلي، أقف لدقائق في الحمّام، محاولاً انتزاع وجهي من المرآة، كي أتناسى وزني المتناقص. أتذكّر مجدَّداً أن لا شيء أفضل من السجائر والقهوة، وبعض الموسيقى، التي بالكاد صرت أسمعها بصوتٍ عالٍ منذ أن أُجبرت على ترك هذه العادة، إن صحّت تسميتها كذلك، خلال فترة الملاحقات الأمنيّة. أجلس مكاني، أو ما تبقّى لي منه، مسترجعاً نكهة القهوة في غرفتي التي لن أعود إليها. لا شيء يشبه غرفتي، لا شيء يشبهني. تتهامس إلي كلماتٌ لن أرغب في كتابتها. أحاول تدارك ما فاتني، فأغفو. هناك، حيث أصل، أستمرّ في الهرب من شيء لن أتذكّره حينما أستيقظ، أو أبقى نائماً مكبّل اليدين ريثما يصبح النهوض واجباً. مرّة أخرى أستشعر الحاجة إلى طقوس القهوة والتدخين والموسيقى. لن أنسى شيئاً، كما يبدو، ولن أتذكّر كثيراً من الأشياء أيضاً. يمسي الليلُ بعيداً، لكنّي أنتظره، ككتابٍ لن يقرأه أحد. هذا السواد يذكّرني دوماً بعجزي، تماماً كما كنتُ ساعة انهالوا بالضرب عليها قبل اعتقالها. لم أكن جباناً، أو ربّما كنتُ كذلك، لكنيّ لن أسمح للموت بأن يداهمني مرّة ثالثة. ألتفتُ إلى صديقي الذي كلّمني من معتقله، وأحدّثه عن الذين لم يتمكّنوا من مكالمتي. رغبةٌ ما تأخذني بعيداً. سريرٌ قديم، الحرّ يستعرّ كلّما اقتربتُ من شفتيها. يتعالى صوت البيانو، أبحث عن ولاعتي، فلا شيء أفضل من القهوة التدخين والموسيقى عندما أتذكّر أنّي نُسيتُ في مكاني، أو ما تبقّى منه.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
كدتُ أعرف الآن الاختباء؛ أن أنصهر في الظلمة، حيث يختبئ جميعهم، دون أن يلحظوني، أن أتجاهل صوتي وأنصت، أن أنتظر، دون مجيء أحد، أن أفعل كلّ ما لن أفعل، على الأقلّ هنا، أن أعرف التوقيت ثمّ أنسى كم قضيت ومتى سأنصرف. أداعب لحيتي شعرةً شعرة كالبيت القديم، أتأمّل تناثر بقايا السجائر حول رقعتي حتى مفتاح البيانو الأخير، أصبح شاعراً حيناً، أخرقاً، لا يكترث بي المطر، ولا أنا. مجدّداً، أسقط. ليس لي أن أنهض، تنقصني الرغبة حيث تركتُها مقعداً لفسحةٍ أخرى يزورها غيري.<br />
<br />
* تم نشر هذا النص على موقع <a href="http://www.aleftoday.info/article.php?id=13007" target="_blank">ألف</a></div>
</div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-30391862284884987592016-12-15T19:00:00.000+00:002016-12-24T01:48:24.615+00:00ناشطون أكراد يساندون حلب ببيان رمادي تحت وطأة السياسة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj3WSHuf23viSPBiF1K1NPEMW13VgL-sNGXIgX1MTCFGQsy_h__qGZ81RxLD-r_QOpx4loRkpcgh7mol1gPpLQKHnNHO4As_pZRVMMlVxD39axYj5cQSt0hagsVBY8ixqIXRCEQmJuj5XF8/s1600/14570359_1257603240928865_1994725077971645929_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj3WSHuf23viSPBiF1K1NPEMW13VgL-sNGXIgX1MTCFGQsy_h__qGZ81RxLD-r_QOpx4loRkpcgh7mol1gPpLQKHnNHO4As_pZRVMMlVxD39axYj5cQSt0hagsVBY8ixqIXRCEQmJuj5XF8/s320/14570359_1257603240928865_1994725077971645929_n.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
أصدر ناشطون وإعلاميون أكراد أمس الأربعاء بياناً مقتضباً تحت عنوان “تضامناً مع المدنيين في حلب.” البيان المختصر، المكوَّن من 153 كلمة -وهو ذاته عدد الموقعين عليه-أثار ردود فعل متباينة على مضمونه، لا سيما من قبل أكراد آخرين لم يوقعوا على البيان. <br />
<br />
الانتقادات حول البيان متعددة، ربما ينطلق معظمها من خلفية البيان السياسية بعيداً عن غايته الإنسانية، إذ يبدأ بالحديث عن تقارير غير موثوقة عن وجود حالة حصار مفروضة على خمسين ألف مدني في الجزء الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة المسلحة والكتائب الإسلامية، الواقع شرق مدينة حلب، ووقوع حالات إعدام ميداني اعتبرها البيان في حكم “حد قول التقارير الصحافية.” <br />
<a name='more'></a><br />
<br />
الانتقاد الثاني للبيان يظهر جلياً في المقطعين الثاني والثالث منه، حيث تم الحديث عن “حرب دائرة” بين “أطراف” مختلفة، وهو ما يعني إطلاق حالة من المساواة بين هذه الأطراف في المسؤولية عن الوضع الإنساني الكارثي الذي يعاني منه المدنيون، في تجاهل واضح لحقيقة أن لا معارك حقيقية تجري على الأرض، وأن حالة الحصار تفرضها قوات النظام والميليشيات الموالية لها تحت غطاء من القصف الجوي المكثف من قبل الطيران الحربي الروسي، وأن معناة المدنيين هذه ناجمة عن استخدام هذا الطيران لأسلحة محرمة دولياً، بدءاً من البراميل المتفجرة وانتهاءً بالقنابل الفوسفورية. <br />
<br />
شيءٌ آخر يثير حفيظة منتقدي “رمادية” البيان، ألا وهو عدم ذكر مسؤولية الجانب الروسي عن ارتكاب هذه الجرائم (التي وصفت بضد الإنسانية من قبل كافة الجهات الدولية والحقوقية) وكذلك إغفال الإشارة إلى الدور الإيراني والميليشيات الموالية لها في إفراغ المدن السنية من قاطنيها في إطار مشروع واضح لتغيير ديموغرافية سوريا. يشار إلى أنه في هذا التوقيت بالذات دعت القيادات العسكرية الروسية الأحزاب الكوردية إلى اجتماع في قاعدتها العسكرية حميميم، في تصرف أقرب ما يكون إلى تصرف حكومة احتلال وفقاً للمعايير الدولية. <br />
<br />
يجب التذكير هنا أن كثيراً من الموقّعين على البيان كانوا معتقلين سابقين في سجون النظام السوري، ولا سيما بعد انطلاق الثورة السورية، ومواقف جلّهم الرافضة لنظام الأسد واضحة، لذلك -ربما- جاءت علامات الاستفهام على بيان متواضع وغير موضوعي من قبل ناشطين وإعلاميين يُشترط في عملهم الحياد بعيداً عن أية اعتبارات سياسية، و عن أية مواقف مسبقة من بعض الفصائل الإسلامية الموجودة في حلب الشرقية، والتي لا يمكن إنكار مسؤوليتها النسبية عما يجري، لكنها ليست من يستهدف المدنيين من الجو بالطبع، وهذا ربما ما يفسر توصيف بعض المدافعين عن البيان لمنتقديه بـ”غلمان جبهة النصرة!” أو حتى التشكيك في “انتمائهم الكوردي” والوطني، على الرغم من أن هؤلاء أنفسهم لطالما أبدوا استيائهم من “أسلوب التخوين” الذي ينتهجه بعض أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته الذاتية. <br />
<br />
لكن، ومن باب الإنصاف، لا بد من التشديد على أن البيان الخجول في شكله ومضمونه من قبل هؤلاء “الأكراد” قد سبق معظم أحزاب وحكومات الدول العربية والإسلامية، التي لم ولن تحرك ساكناً، ولو كان ذلك بشيء من رمادية هذا البيان. <br />
<br />
<br />
<br />
<u>ملحق: نص البيان </u><br />
<br />
تضامناً مع المدنيين في حلب <br />
<br />
تشير تقارير صحافية ميدانية من حلب الشرقية عن محاصرة نحو خمسين ألف مدني في مساحة لا تتجاوز 2 كيلومتر مربع فقط، ومعرضون لخطر القتل والإعدام الميداني. حيث ذكرت منظمات حقوقية سورية إعدام 82 مدنياً في أربعة أحياء من حلب الشرقية من قبل قوات النظام، على حد قولها. <br />
<br />
إن ما مرت به حلب كارثة إنسانية عظمى، من استهداف لكافة البنى التحية، وتدمير المعامل والمصانع التي كانت تشتهر بها المدينة، وكذلك هدم الدور فوق رؤوس أصحابها بفعل كافة أنواع الأسلحة المستخدمة في معارك حلب الشرقية. <br />
<br />
إننا نناشد كافة القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في الحرب السورية بوجوب تحييد المدنيين من الحرب الدائرة هناك بين جميع الأطراف، وضرورة المساعدة في تأمين خروج آمن للمدنيين المحاصرين في أحياء حلب الشرقية نحو مناطق أكثر أمناً. <br />
<br />
يؤلمنا كثيراً ما يجري في حلب من دمار وقتل وتشريد وحصار، نكرر مناشدتنا والتماسنا من الجميع تقديم العون والمساعدة لحماية وإنقاذ المدنيين في أحياء حلب الشرقية، والقيام بواجبهم لمنع حصول كارثة إنسانية في المدينة.<br />
<br />
تم نشر هذه المادة في موقع <a href="http://aranews.org/2016/12/%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%B7%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%AA/" target="_blank">آرا نيوز </a></div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-21128531836290304372015-11-17T19:08:00.002+00:002015-11-17T20:42:36.518+00:00عن مشاركة منتخب سوريا في نهائيات آسيا<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhueSFiGjaY8A-Iqj01hPD5iaZoTdANKvRn8vOCZJmxBet5Rom9236HQjGce65yltMnhSADAVGsvGQY8_TiSnZX95Kt_ta64wW2YysFYv4WOHQhGqzM9VnNeZLI8907tF7vYSjof7yDGjej/s1600/%25D9%2581%25D8%25AC%25D8%25B1+%25D8%25A5%25D8%25A8%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2587%25D9%258A%25D9%2585.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="204" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhueSFiGjaY8A-Iqj01hPD5iaZoTdANKvRn8vOCZJmxBet5Rom9236HQjGce65yltMnhSADAVGsvGQY8_TiSnZX95Kt_ta64wW2YysFYv4WOHQhGqzM9VnNeZLI8907tF7vYSjof7yDGjej/s320/%25D9%2581%25D8%25AC%25D8%25B1+%25D8%25A5%25D8%25A8%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2587%25D9%258A%25D9%2585.jpg" width="320" /></a></div>
<div>
<br /></div>
<div>
<br /></div>
حين كنا نقول إن منتخبات سوريا المرسلة من قبل الاتحاد الرياضي العام (الذي يرأسه ضابط) التابع لحكومة النظام السوري لا تمثلنا، سرعان ما كان تظهر، بين المعارضين والرماديين، أصوات تنادي بفصل الرياضة عن السياسة.<br />
<div>
<br /></div>
<div>
حسناً، بغض النظر عن قصة اختلاف العلم، والتي سنعتبرها قضية مؤجلة لحين تشكيل حكومة ما بعد الأسد وإجراء استفتاء حول الموضوع، كان اعتراضي الوحيد حينها أن أي نشاط ثقافي أو رياضي ينبثق عن النظام، مهما كانت غاياته،فإنه يسوق لنظام وحشي فاقد الشرعية، ويمنحه الاعتراف في المجتمع الدولي ويظهر سوريا كأنها لا تعيش ثورة شعبية تتخللها حرب أهلية وأخرى دولية بالوكالة. </div>
<div>
<br /></div>
<div>
بالأمس، خرج فجر إبراهيم، مدرب منتخب سوريا لكرة القدم، والذي أعرفه شخصياً، برفقة بعض الفنيين واللاعبين، وهم يضعون صورة بشار الأسد على قمصانهم، الشخص الذي دمر سوريا وقتل مئات الآلاف من السوريين وشرد الملايين منهم وحول البلد إلى أفغانستان ثانية كما وعد في أولى خطاباته.<br />
<a name='more'></a></div>
<div>
<br /></div>
<div>
هذه السابقة لم تحصل في تاريخ كرة القدم، والغريب في الأمر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، لم يحرك ساكناً حتى الآن، وهو المعروف عنه أنه كان يعاقب نادياً مثل برشلونة لرفع بعض من جمهوره علم إقليم كاتالونيا الساعي للانفصال عن إسبانيا. <br />
هذه المنتخبات لا تمثلنا، ومن يشارك فيها، من لاعبين وإداريين وفنيين، ومن يشجعها، هم ليسوا سوى بوّاقين يسعون لتنظيف يد المجرم من دمائنا.</div>
</div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-52382491716509798722015-11-16T23:33:00.002+00:002015-11-17T00:31:46.903+00:00الإرهاب والخوف تبعاه إلى باريس<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjDiPVSwHxr3od9GN7pQzv5pCnU0PKdstqGUQxP46urzH24PvP6ECsHLfl8ODW32lGNUrxOCCMVo0dCjoUtXmxd3UbP4JzEtS-xG1z1eZw3nLI_wvg4valyS09QAFxsZ1dybVtTsFp4AmsG/s1600/original.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="201" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjDiPVSwHxr3od9GN7pQzv5pCnU0PKdstqGUQxP46urzH24PvP6ECsHLfl8ODW32lGNUrxOCCMVo0dCjoUtXmxd3UbP4JzEtS-xG1z1eZw3nLI_wvg4valyS09QAFxsZ1dybVtTsFp4AmsG/s320/original.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<br />
الإرهاب والخوف تبعاه إلى باريس<br />
<br />
مترجم من اللغة السويدية عن موقع DN السويدي / الصحافي Niklas Orrenius والمصور Anders Hansson<br />
<br />
--<br />
<br />
بشار يوسف، من سوريا، يعيش اليوم كلاجئ مع عائلته خارج باريس، وقد ذهب إلى ساحة الجمهورية: "كما كنا نفعل في سوريا في بداية الانتفاضة، حينما كان يتم قتل أو اعتقال أي منا من قبل قوات النظام، كنا نعود مجدداً إلى الشوارع."<br />
<br />
--<br />
<br />
هربوا إلى باريس من المجازر في سوريا، لكن الآن الإرهاب يضرب في وطنهم الجديد. يحاول بشار يوسف وصديقته دعاء عرنوس إبقاء الخوف بعيداً.<br />
<a name='more'></a><br />
<br />
ساحة الجمهورية، بعد ظهر اليوم الأحد. بعد عطلة نهاية الأسبوع الشنيع، وبعدما كانت باريس مهجورة، بدأت المقاهي والحانات تمتلئ بالناس، ودور السينما التي أغلقت سابقاً ستفتح من جديد. وسط هذا الازدحام، حيث بعد أن فر من سوريا، يقول وهو يبتسم: <br />
<br />
- باريس يجب أن تبقى مدينة الحب، هكذا لن تفوز داعش. يقول بشار يوسف البالغ من العمر 28 عاماً.<br />
<br />
إنه يعرف جيداً ما الذي يتحدث عنه. كعضو في شبكة سرية من الصحفيين المواطنين داخل سوريا، قال إنه على اتصال مستمر مع صحافيين متخفين في معقل داعش الرئيسي، الرقة.<br />
<br />
- الرقة مدينة ميتة، مصابة بالشلل وتعيش في الخوف. كل شيء ممنوع. يجب على المرأة أن لا تخرج إلا إذا غطت وجهها تماماً.<br />
<br />
في صيف 2011، كان بشار يوسف، وهو اقتصادي تخرج حديثاً في دمشق، شاباً مع وظيفة جيدة في شركة، ومثل كثير من الشباب السوريين انجذب للاحتجاجات ضد الديكتاتورية، ضد إرهاب حكم الأسد. عندما ألقي القبض على أصدقائه في حركة المقاومة وقتل عدد منهم توجب عليه الاختفاء. <br />
<br />
- كنت أغير مكان اختبائي كل ثلاثة أيام. عشتُ مختبئاً لمدة سبعة أشهر.<br />
<br />
وفي النهاية هرب من سوريا، جنباً إلى جنب مع صديقته دعاء عرنوس. بشار ودعاء فروا ليس فقط من قمع نظام الأسد، ولكن أيضاً من نمو التطرف الديني. واضطرت دعاء لمغادرة البلاد لأنها اختارت أن تخلع حجابها وبدأت بمواعدة بشار، العلماني الكردي.<br />
<br />
دعاء عرنوس، البالغة من العمر 26 عاماً، تنحدر من عائلة مسلمة تقليدية، وبدأت في ارتداء الحجاب عندما كانت في الثانية عشرة. عندما أصبحت راشدة رأت أن ذاك الخطأ بدأ يكبر. <br />
<br />
- عندما رأيت نفسي في المرآة مع الحجاب شعرت بأن هذه ليست أنا.<br />
<br />
بعدها بيوم واحد قلعت حجابها وشعرت بالحرية، لكن العائلة لم تكن سعيدة بذلك، كما أنهم لم يحبوا علاقتها مع بشار. <br />
<br />
- لم يعجبهم أنه كردي وناشط في الحراك المناهض للنظام، قالت دعاء.<br />
<br />
أحد أقرباء دعاء، والذي كان يعمل لصالح قوات النظام، كان غاضباً جداً. صرخ في وجهها مهدداً إياها بأنه سيبلغ عنها بصفتها خائنة. <br />
<br />
هرب بشار ودعاء عبر الحدود إلى لبنان، بيروت. ولكن الحرب في سوريا وصلت إلى لبنان أيضاً، ولو كان ذلك بمستوى أقل، حيث حصلت تفجيرات طوال الوقت وكانت مرتبطة بالحرب السورية، كما عاش بشار الناشط المناهض للأسد، حياة خطرة هناك أيضاً.<br />
<br />
كذلك حاول الشابان إخفاء لهجتهم السورية لتجنب المضايقات من قبل بعض المتعضبين اللبنانيين، وكجميع اللاجئين السوريين، كانوا يصبون للحياة في أوروبا، ومعظمهم يفضل السويد.<br />
<br />
لدى بشار يوسف العديد من الأصدقاء في السويد. قالوا له عن السويد إنها بلد حيث يذهب جميع الأطفال إلى المدرسة. هناك أفراد الشرطة يتحلون بالإنسانية. الناس لديهم فهم للاجئين و"حتى الرجل الذي يعمل في محل بقالة قد سمع عن الحرب في سوريا."<br />
<br />
كانت دعاء حاملاً، وكان من الخطر الذهاب مع المهربين في زورق عبر البحر. حاول بشار الحصول على أحد فرص إعادة التوطين في السويد عن طريق المفوضية السامية للاجئين، ولكن عين الإبرة كانت صغيرة.<br />
<br />
عندما تحطم حلم السويد، فتح احتمال آخر. منحتهم السفارة الفرنسية في بيروت تأشيرات دخول لزيارة شقيق بشار الذي يعيش في باريس. عندما وصلوا إلى فرنسا طلبوا اللجوء. <br />
<br />
وبعد بضعة أشهر ولدت ابنته في مستشفى خارج باريس. اليوم هي تبلغ ثلاث عشرة شهراً. حصلت العائلة على تصريح إقامة وبدأت بتعلم اللغة الفرنسية.<br />
<br />
- أحاول أن أكون صحافياً هنا، حتى لو كان ذلك صعباً، آمل أن اتصالاتي وعلاقاتي في سوريا ستكون مفيدة، يقول بشار يوسف.<br />
<br />
بعد الهجوم شارلي إيبدو في يناير كانون الثاني، بشار ودعاء والصغير نايا، أبدوا ثقتهم في قيم الجمهورية الفرنسية: الحرية والمساواة والإخاء.<br />
<br />
- نعم، شعرنا حقاً مثل الفرنسيين حينها.<br />
<br />
ونحن نتحدث تمتلئ ساحة الجمهورية بالمزيد والمزيد من الناس. بشار يبدي إيماءات الاستحسان نحو لافتة كتب عليها "peur MEME PAS" - "لست خائفاً حتى."<br />
<br />
- وهكذا فعلنا في سوريا في بداية الانتفاضة. حينما كان يتم قتل أو اعتقال أي منا من قبل قوات النظام، كنا نعود مجدداً إلى الشوارع. <br />
<br />
أحد العاملين في شارلي إيبدو، ورداً على الوسم الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي (#prayforparis) نشر رسماً يقول: "شكراً، لكننا لا تحتاج إلى مزيد من الدين"، وقال الباريسي: "لدينا إيمان بالموسيقى! القبلات! الشمبانيا الحياة! والفرح!"<br />
<br />
على الرغم من أن بشار لا يحمل الشمبانيا حتى يتعاطف مع الرسالة، لكنه قال:<br />
<br />
- هذا ما يجب أن تكون عليه باريس. انظر! المطاعم مفتوحة، يقف الناس معاً، يضحكون ويتحادثون..<br />
<br />
أما رسمياً فلا تزال السلطات الفرنسية تطلب من الباريسيين البقاء في منازلهم بسبب خطر وقوع هجمات إرهابية.<br />
<br />
- الخروج ليس ممنوعاً، البقاء في المنزل مجرد توصية، قال ضابط الشرطة يرتدي درعاً واقياً للبدن ويحمل أسلحة أوتوماتيكية.<br />
<br />
حالة الطوارئ تحظر الحشود. الحظر يمنع خروج مظاهرات حاشدة ضد الإرهاب ودعماً للديمقراطية كالتي خرجت بعد الهجوم ضد مجلة شارلي إيبدو في يناير كانون الثاني.<br />
<br />
بالنسبة لبشار يوسف، فإن عدم الخوف يكاد يكون من وجهة نظر سياسية. يتحدث مازحاً عن السخرية فيما إذا كان قد فرّ من الفظائع في سوريا ومن ثم يُقتل في هجوم إرهابي في حانة في باريس.<br />
<br />
ولكن أليس من الغريب أن لا تكون خائفاً عندما يذهب الإرهابيون إلى الحفلات الموسيقية ومباريات كرة القدم والحانات لمحاولة لقتل أكبر عدد ممكن؟<br />
<br />
سرعان ما يصبح بشار جدياً. <br />
<br />
- لا، هذا هو بيت القصيد. الهجوم على ملعب لكرة القدم يضم 80 ألف شخص ليس من باب الصدفة. ستقام بطولة الأمم الاوروبية لكرة القدم هنا في فرنسا هذا الصيف. إنها الرغبة في زرع الخوف، ومهمتنا أن نجعلهم لا ينجحون في ذلك.<br />
<br />
يخرج بشار هاتفه.<br />
<br />
- علي أن أتصل بصديقتي. إنها قلقة.<br />
<br />
بسبب الهجمات الإرهابية؟<br />
<br />
يبتسم بشار يوسف ابتسامة باهتة.<br />
<br />
- نعم.<br />
<br />
وبعد ساعات قليلة من لقائنا ببشار حصلنا على لمحة من الخوف. عند الساعة السابعة مساء من يوم الأحد. كنا قد أرسلنا للتو النصوص والصور لمحرري DN في ستوكهولم وذهبنا لتناول الطعام في مطعم في ساحة الجمهورية. فجأة رأينا الناس يركضون مذعورين خارج النوافذ. مئات من الناس. شخص يصرخ: "إنهم يطلقون النار.." الناس يرمون أنفسهم في المطعم من الشارع للاختباء.<br />
<br />
- بسرعة! صرخت النادلة.<br />
<br />
الضيوف يختبئون تحت الطاولات مرعوبين متشبثين ببعضهم البعض. تسللنا خارجاً إلى ساحة الجمهورية، فبدت مهجورة بشكل مفاجئ. صرخ بنا ضباط شرطة مسلحين وقالوا إنه ينبغي علينا أن ننحني.<br />
<br />
<br />
وبعد بضع دقائق يأتي الخبر: إنذار كاذب، وكان إطلاق النار مجرد مفرقعات نارية. زحف الناس خارجين من مخابئهم، وعادت الفكرة إلى رؤوسنا: في الإرهاب كيف يمكن أن لا تكون خائفاً! <br />
<br />
<br />
** رابط المادة الأصلية <a href="http://www.dn.se/nyheter/sverige/terrorn-och-radslan-foljde-honom-till-paris/" target="_blank">هنا</a><br />
<br />
<br /></div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-88709150916661613362015-10-31T22:37:00.003+00:002015-11-16T23:34:00.805+00:00أنا.. اللاجئ السوريّ في فرنسا<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhfL6yQ-3tbNi_hxFukUmYhVYjUAZa3f0dKGBIERL5MSZmKWmCTylDxbeOsJGX0sloMyTJXXZ9FDPh3_YTntZondvSYym_uuBzowQS43RhU_khYc34tWRWfiZu3xKjqbGH6gtcoKExrLtKM/s1600/banksy-paddington-bear-migration-is-not-a-crime.-graffiti-street-fine-art-print-poster.-sizes-a4-a3-a2-a1-002294--4326-p+%25281%2529.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhfL6yQ-3tbNi_hxFukUmYhVYjUAZa3f0dKGBIERL5MSZmKWmCTylDxbeOsJGX0sloMyTJXXZ9FDPh3_YTntZondvSYym_uuBzowQS43RhU_khYc34tWRWfiZu3xKjqbGH6gtcoKExrLtKM/s320/banksy-paddington-bear-migration-is-not-a-crime.-graffiti-street-fine-art-print-poster.-sizes-a4-a3-a2-a1-002294--4326-p+%25281%2529.jpg" width="226" /></a></div>
<br />
<br />
<br />
حدث لي اليوم أمران، أنا اللاجئ السوريّ في فرنسا، جعلاني أغرق في التفكير فيهما، الآن، وأنا أرتّب الليل حسبما يقودني تراقص الدخان أمام عينَي الضعيفتين. <br />
<br />
<br />
ظهراً كنت أتنزّه مع زوجتي وابنتي في إحدى الحدائق، فسمعت صوت بكاء طفلةٍ تمشي وهي تجرّ إلى جانبها درّاجتها الهوائيّة. تردّدت قليلاً قبل التقدّم نحوها، بسبب عدم إتقاني اللغة الفرنسيّة من جهة، ولخوفي من ردّ فعل ذويها عندما يجدون لاجئاً برفقة طفلتهم. خلال لحظات حسمتُ أمري واقتربت من الطفلة، وبلغتي الفرنسيّة المبتدئة عرفت أنّها تائهةٌ عن والدها. طلبتُ منها السير معي للبحث عنه، وسرعان ما شاهدتُ من بعيد رجلاً يتنقّل بين الأشجار بسرعة يلتفت في كلّ الاتجاهات، فرفعتُ له يدي، وسألتُ الفتاة إن كان ذاك والدها، فأومأت برأسها واتّجهت نحوه. شكرَنا الوالد من بعيد، وتابعنا سيرنا. بعد دقائق صادفْنا الوالد وابنته مجدّداً، فراح يبرّر لنا ضياعها عنه مؤكّداً أن هذه المرّة الثانية التي تفعل فيها هذا. تبادلنا التمنّيات بنهار جيّد، ومضيت مبتهجاً من فكرة أنّ ذاك الفرنسيّ يبرّر سلوكه لي، أنا اللاجئ السوريّ في فرنسا.<br />
<div>
<br />
<a name='more'></a><br /><br />
<br />
مساءً، عرفنا أنّ الأطفال في هذه المدينة الأرستقراطيّة الصغيرة يمرّون على البيوت لأخذ الحلوى أو الشوكولا. إنّه عيد الهالوين! على الرغم من عدم اندماجي في أيّة أعياد، في سوريا ولبنان وفرنسا على حد سواء، مهما كانت صفتها، إلا أنّ زورجتي أسرعت في تحضير سلّة من أنواع الشوكولا والسكاكر لتقديمها للأطفال الزوّار، وبالفعل، طُرق بابنا عدّة مرّات من قبل أطفالٍ بصحبة أهاليهم، شكرونا وتبادلوا معنا التهنئات. <br />
<br />
زوّارنا لم يعرفوا باب من طرقوا، كلّ ما كانوا يكترثون له فرح أطفالهم، وجلّ ما همّني، أنا وعائلتي، أن نكون مشاركين في صنع تلك الفرحة مع أشخاصٍ لا نعرفهم، ولكن نتقاسم معهم العيش في هذا النطاق. انتفت في تلك الساعات علاقة المضيف واللاجئ، وأصبحنا جيراناً. <br />
<br />
<br />
<br />
هذه العلاقة، قد تقتصر على فترة الأعياد، أو في حال حدوث طارئ ما -كالذي جرى في الحديقة- وقد تدوم لما بعد، لكنّها دون شكّ تثبت أنّه يمكن للطرفين أن يتعاملا بعيداً عن أيّة اعتبارات أخرى سوى الإنسانيّة منها، طالما أنني احترمتُ رغبتهم في إسعاد أطفالهم، وأنهم لم ييخيفوا أطفالهم من طرق بابي، أنا اللاجئ السوريّ في فرنسا. </div>
</div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-19779482118070271522015-09-01T12:06:00.001+01:002015-09-01T12:09:35.017+01:00ملاحظات سريعة عن مفرزات الثورة السورية (1)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhyTAULaEvimsJBtX3YhSeWhEGxKjywenkTHqZhbUYrJQZ16nBbudaKooSWoo6yXYF___MJg3rBnU-YDkFUe_zcm-6ALTKzwjIEZ5ERDzvOLz3J2On5-4AGQYD7Quxvx5F5WQVeNrOb7fRC/s1600/illusion-1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="303" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhyTAULaEvimsJBtX3YhSeWhEGxKjywenkTHqZhbUYrJQZ16nBbudaKooSWoo6yXYF___MJg3rBnU-YDkFUe_zcm-6ALTKzwjIEZ5ERDzvOLz3J2On5-4AGQYD7Quxvx5F5WQVeNrOb7fRC/s320/illusion-1.jpg" width="320" /></a></div>
<div>
<br /></div>
<div>
<br /></div>
عبر اتباع المنهج العلمي في الدراسة يمكن الحديث عن النقاط التالية:<br />
<div>
<br /></div>
<div>
أولاً- هناك بالفعل من هرب من سوريا عند أول تفكير باحتمالية وجود مؤشرات غير واضحة الدلالة على إمكانية وقوع صاحب العلاقة في خطر متفاوت بنسبة ضئيلة. </div>
<div>
<br />
<a name='more'></a><br /></div>
<div>
ثانياً- بعض ممن انطبق عليهم ما سبق ذكره استلموا فيما بعد دفة قيادة النشاطات الثورية في الخارج واعتلوا منابر التنظير والتخوين وتوزيع شهادات حسن السلوك على البقية، ولا سيما على من بقوا في الداخل، سواء كانوا معارضين لنظام الأسد أم موالين له. </div>
<div>
<br /></div>
<div>
ثالثاً- لم تتشكل لدى نسب مرتفعة من الحالات قيد الدراسة مفاهيم واضحة عن المصطلحات والتعابير المتداولة بشكل دوري، وهو ما يمكن التدليل عليه بتكرار هذه المفردات بشكل آلي بالتزامن مع إعادة نفس أخطاء التجارب السابقة على الرغم من حتمية الحصول على النتائج ذاتها. </div>
<div>
<br /></div>
<div>
رابعاً- ليس كل عمل بهدف معين يجب أن يوصل بالضرورة إلى هذا الهدف، وهو ما انطبق على كثير من المشاهدات. </div>
<div>
<br /></div>
<div>
خامساً- التخلي عن المبادئ والشروط الأولى للتجربة يؤدي إلى انحراف معياري كبير في نتائج الاختبارات. </div>
<div>
<br /></div>
<div>
سادساً- تم استقراء وجود خلل كبير في أساليب المعالجة مرده إلى الابتعاد عن أسس علم المنطق ومبادئ الرياضيات والفيزياء. </div>
<div>
<br /></div>
<div>
سابعاً- تم الحصول على النتائج السابقة عبر دراسة عينة عشوائية وأخرى انتقائية، ولم تختلف النتائج باختلاف مفردات العينة.</div>
<div>
<br /></div>
<div>
<br /></div>
</div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-52992059278641764422015-03-29T12:59:00.000+01:002015-04-02T13:01:29.197+01:00رسائل في زمن الثورة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi2vIbenowyis8KFrsaosQgf89XfivySe2WyvSETdlCEOlwL0lWTAuIMbTT5-Vf4LvEWJWYktvraCl26YkFihRkjacx29GWv0cgpPGN9tAXE-m4WtetnbK8Y67mFx0jwjWqUU-wiEUPF-2j/s1600/1427550749-arton7952-4d825.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi2vIbenowyis8KFrsaosQgf89XfivySe2WyvSETdlCEOlwL0lWTAuIMbTT5-Vf4LvEWJWYktvraCl26YkFihRkjacx29GWv0cgpPGN9tAXE-m4WtetnbK8Y67mFx0jwjWqUU-wiEUPF-2j/s1600/1427550749-arton7952-4d825.jpg" /></a></div>
<br />
<br />
<br />
مضى يومٌ آخر وأنا جالسٌ في غرفتي، أنقلُ نظراتي بين الجدران العارية إلا من صورةٍ لا أتحدّث عنها كثيراً. ظهرتْ عليَّ هيئة المتأمّل، إلا أنّني كنتُ أشدَّ تيهاً من أيّ وقتٍ مضى، فذكرياتي القريبة بدتْ لي أبعد ما تكون عن حديث اليوم الأخير.<br />
<div>
<br /></div>
<div>
<br /></div>
<div>
جلستُ إلى طاولتي القديمة ذات اللون الخشبيّ الفاتح. أطفأتُ لفافة التبغ في المنفضة التي لم تعد تتّسع لعُقبٍ آخر، وشرعتُ أكتب على ورقةٍ سبق وأن دوّنتُ عليها بعض الملاحظات قبل أن أرسم فوقها: "لا أعرف البدايات المناسبة، كما لا يمكنني أن أتكهّن بالنهايات التي ستكون، ففي هذا العالم، حيث لا مكان يجمعنا، يمكن أن يكون أيّ شيء أو لا شيء." رفعتُ الورقة قليلاً ثم أعدتها، ونقلتُ محتواها إلى حاسوبي وأرسلتها إليها. بحثتُ في بريدي الالكتروني قليلاً لأتأكد من أن رسالتي قد أرسلت بالفعل. تناولتُ لفافةً أخرى، وأخذتُ أدخّنها بشراهة طفلٍ جائع. <br />
<a name='more'></a><br />
<br />
<br />
بعد بضع دقائق، أشار لي الحاسوب إلى أن الرد جاء، فسارعتُ إلى فتح الرسالة وأخذتُ أقرأها بتمعّنٍ شديد: "لا مكان للوقت الذي يتسرّب من الأصابع؛ الأصابع التي فرغت من تقليم أجنحة الليل. على حافّة الكلمة ينام حلمٌ مُمزّق الصورة، مُشتَّت المنافي."<br />
<br />
<br />
سرعان ما كتبت ردّي: "ماذا يضيرُ لو جمعنا شتات الصور في صورةٍ جديدةٍ واحدة؟ أو أنّ الحلمَ لم يعد يتّسع لحطامنا؟" وبالسرعة ذاتها جاءني الرد الجديد: "احرق حلماً لتوقد غداً سليماً لا يتّكئ على خيباته."<br />
<br />
<br />
قرأتُ الكلمات التسعة مراراً باحثاً عن ردّ مناسب. لم تكن أفكاري المشتّتة قادرة على التكاتف في جملٍ مناسبة. نظرتُ إلى ساعتي، كانت تشير إلى التاسعة والنصف ليلاً. تذكّرتُ ميعادي، فارتديت ثيابي على عجل وانسللتُ من المنزل دون أن تلحظني أمّي.<br />
<br />
<br />
وصلتُ إلى المكان. وجدتُ اثنين من رفاقي. <br />
<br />
<br />
- أين البقية؟ تساءلتُ وأنا أتلفّت حولي مستغرباً. <br />
<br />
<br />
- إنهم منتشرون في الحارات.<br />
<br />
<br />
- هل العدد كما توقعنا؟ <br />
<br />
<br />
- لا، أقلّ بكثير. <br />
<br />
<br />
- لكننا سنفعلها، أليس كذلك؟ <br />
<br />
<br />
- أجل. <br />
<br />
<br />
مرّت دقيقتان من الانتظار والترقّب ومراقبة الطرقات مع التدخين. نزل بعض الشبّان من الحارة الفرعية. تلثّمت ولحقت بهم، وطلبت من رفيقَي أن يتلثّما ويلحقا بي. تجمّع نحو خمسين شابّاً خرجوا من الحارات، وبدأ الهتاف: "الشعب يريد إسقاط النظام." بعد أقل من خمس دقائق جاءت الصافرة من الخلف وتعالت الأصوات: "الأمن.. الأمن.." فأخذ الجميع بالركض بشكل عشوائي ليختفوا في مداخل الأبنية والشوارع الفرعية، دون أن تتمكن عناصر الأمن من إلقاء القبض على أحد.<br />
<br />
<br />
جلستُ على درج أحد المنازل في شارع فرعي معتم لا تلجه السيارات. كنتُ ألهث بقوة. انتابني الاضطراب عندما سمعت صوت سيارات الأمن تقترب من مدخل الشارع بعد أن أدركتُ أنني لم أعد قادراً على الركض أكثر. بقيتُ في مكاني على هذه الحال لأكثر من نصف ساعة ريثما التقطتُ أنفاسي. نزعتُ لثامي ومضيت. أوقفتُ سيارة أجرة بعدما قررت المغامرة بالمرور من الحاجز عسى أن لا يتعرف المخبرون في الحي على ثيابي، وهو ما حصل.<br />
<br />
<br />
ترجّلتُ من سيارة الأجرة في المنطقة المجاورة. أجريتُ عدة اتصالات لكي أجد مكاناً أنام فيه حتى الصباح، إذ أنه كان من الخطر أن أنام ليلتها في منزلي بعد ما حدث. استقلّيت الحافلة وأنا لا أزال أفكر في ردّ مناسب.<br />
<br />
<br />
وصلتُ إلى غرفة استأجرها أحد أصدقائي مؤخراً في حي شعبي، وفور دخولي طلبتُ منه حاسوباً وبعض القهوة، وكتبتُ لها: "لن أحرق أحلامي كما فعلت بأوراقي، وليكن الغد كما سيكون، فأنا بعض تلك الخيبات ونتاجها. لا يمكن الوصول إلى الغد عبر الهروب، فالأمس كان طريقاً لليوم، واليوم طريق الغد."<br />
<br />
<br />
لم أنتظر ردها طويلاً لانشغالي بكتابة منشور كان من المهم إيصاله إلى أحد المجموعات السرية من أجل توزيعه في اليوم التالي داخل قاعات الجامعة.<br />
<br />
<br />
حالما انتهيت، عدتُ إلى بريدي، ورحتُ أقرأ ما وصلني: "هي خطا مسافرة إلى اللانهاية. تمضي الأيام دون أن نمسك بذيل أغنية شدوناها يوماً ما، دون أن نحفظ الطرقات التي سلكناها إلى نبضة خجولة. تلك الخطا التي تحمّلنا ما لا طاقة لنا به فلتمضي بعيداً، فللطريق قِبلة أخرى."<br />
<br />
<br />
فكتبتُ لها: "لا يمكن أن تكون تلك الخطا عبثية التوجه، كما لا يمكن أن نشدو أغنيات لم تكن لنا. هذه الشجرة لا نهائية الأغصان، ولنا أن نختار الغصن الذي سنشدو عليه، ولتكن أغنية جديدة، فالكلمات التي نكتبها اليوم كانت عصية على أناملنا على غصن آخر."<br />
<br />
<br />
بعد لحظات كان جوابها جاهزاً كما لو كانت قد كتبته مسبقاً: "أحب شجرة الميلاد. اسمها الميلاد دون أن أذكر ميلاد من ولمن. أحب ما يعلقون عليها من زينة، ولكن ماذا لو علّقنا عليها بضع أماني وعلّقنا على أنفسنا انتظاراً آخر؟! هل لا زال الانتظار سكة بين محطتين أو بات المعبد الذي نصلي فيه للأمل؟<br />
<br />
<br />
دون أن أطيل التفكير أيضاً رددت: "الحنين والانتظار والأمل؛ جدران سجنك، والميلاد يقبع خلفهم."<br />
<br />
<br />
قبل أن يتملكني التعب من مراقبة الحاجز القابع على بعد أمتار من النافذة، أرسلت لي ما بدا كموقف حاسم من هذا الجدال: "الميلاد سبات من نوع آخر. هو النوم الذي يرافقنا في التفاتنا نحو اليقظة. إن كل ما يصادفنا ومَن يصادفنا خيال، والقليل فقط يستحق أن نحلم به."<br />
<br />
<br />
لم تكن حالتي حينها تسمح لي بالتفكير في رد مناسب، فأطفأت الحاسوب واستسلمت للنوم. صباح اليوم التالي كان علي أن ألتقي شخصين للاتفاق على مظاهرة المساء. وقفتُ في المكان غير البعيد عن مقر أمني أنتظر قدومهما. بعد أكثر من ربع ساعة غادرت المكان خوفاً من انتباه أحدهم لطول وقفتي. عدتُ إلى المنزل. فتحتُ حاسوبي باحثاً عن أية أخبار مهمة. تملكتني رعشة باردة بعد أن قرأت أن أحد الشخصين قد تم اعتقاله من منزله. الشيء الوحيد الذي خطر في بالي حينها هو أن أترك المنزل خوفاً من المداهمة. فتحت حاسوبي على عجل لأمحو كل المعلومات التي قد تشكل خطراً على أي كان.<br />
<br />
<br />
بعد أن انتهيت من ذلك، أرسلتُ لها رسالة أخيرة: "هذا القليل الذي يستحق أن نحلم به يستحق منا أن نكون في الواقع من أجل أن يصير الحلم واقعاً."<br />
<br />
<br />
نقلتُ رسائلنا إلى ورقة قبل أن أمحوها. لململتُ بعض الحاجيات في حقيبة صغيرة. ودعت أمي ثم خرجتُ من المنزل، ولم أعد بعد. </div>
<div>
<br /></div>
<div>
** تم نشر هذه القصة على موقع <a href="http://aleftoday.info/article.php?id=12108" target="_blank">ألف</a><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<a href="http://aleftoday.info/article.php?id=12108" target="_blank">
</a></div>
</div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1943159582109657039.post-80839243895551972502015-03-22T15:40:00.000+00:002015-03-22T15:51:08.247+00:00أربع سنوات من الانتهاكات بحق الإعلاميين السوريين.. والأرقام مرعبة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjDiNUiKkPlqLr3apIUVIxIiM6_kIa7wJC3xUhDAQHz4JwJFsPWZAvjh1OncvWw7-yTO_Ru-2eH5DBSAkMeZCJD1XYDQUqG2FmNas2n14CBtfvMPFojKRfwSs1P-sALfoF747AtkWIWzr6p/s1600/%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjDiNUiKkPlqLr3apIUVIxIiM6_kIa7wJC3xUhDAQHz4JwJFsPWZAvjh1OncvWw7-yTO_Ru-2eH5DBSAkMeZCJD1XYDQUqG2FmNas2n14CBtfvMPFojKRfwSs1P-sALfoF747AtkWIWzr6p/s1600/%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9.jpg" height="180" width="320" /></a></div>
<div>
<br /></div>
<div>
<br /></div>
<h3 style="text-align: right;">
مقدمة</h3>
<br />
مع انطلاق الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد منتصف شهر آذار من عام 2011، ومع تبني النظام السوري الحل الأمني للتعامل مع حركة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، قامت السلطات السورية بمنع وسائل الإعلام، العربية والأجنبية، من العمل داخل الأراضي السورية، وبشكلٍ خاص في المناطق التي شهدت مظاهرات وتحركات شعبية، ولاحقاً أعمالاً عسكرية، ليكون التواجد الإعلامي الوحيد هو للإعلام الرسمي المرتبط بالنظام أو بعض المحطات الإخبارية التابعة لجهات مقربة من النظام أو التي تقاتل إلى جانبه.<br />
<br />
مع اتساع رقعة الاحتجاجات والأعمال العسكرية تحوّلت سوريا إلى أخطر دولة في العالم على الإعلاميين، حيث أخذ الصحافيون على عاتقهم مسؤولية الدخول إلى المناطق الساخنة دون موافقة مسبقة من السلطات الأمنية. وتعرّض عددٌ كبير منهم للقتل خلال قصف قوات النظام للمدن والبلدات السورية، كما تعرّض قسم آخر للاعتقال أو الاختطاف على أيدي أجهزة الأمن السوري أو بعض الفصائل المعارضة التي برزت على الساحة.<br />
<br />
نتيجةً لذلك اعتمدت وكالات الأنباء على الإعلاميين والناشطين الإعلاميين السوريين المعارضين كمصدر وحيد تقريباً لتغطية الأحداث الجارية في سوريا، في ظلّ غيابٍ تام لأية جهة إعلامية حيادية، ولذلك أصبحت أعداد القتلى والمخطوفين في صفوف الناشطين الإعلاميين السوريين هي الأكبر.<br />
<a name='more'></a><br />
<br />
<br />
<h3 style="text-align: right;">
مشاكل وصعوبات في التوثيق</h3>
<br />
تختلف أرقام المنظمات الحقوقية أو المعنية بتوثيق الانتهاكات فيما يتعلق بأعداد ضحايا الحرب المستمرة في سوريا منذ أربع سنوات بشكلٍ عام، حيث تشير الأرقام إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص خلال نحو 48 شهراً، يضاف إليهم ما يزيد عن 200 ألف معتقل ومفقود؛ كذلك هو الأمر بالنسبة لعدد الانتهاكات التي طالت الإعلاميين.<br />
<br />
المشكلة الأبرز في التوثيق تتمثّل في المعايير المستخدمة لاعتبار الشخص المعني إعلامياً أو ناشطاً إعلامياً. وقد استثنى موقع الحل السوري في إحصاءاته كافة الإعلاميين التابعين أو المرتبطين بالكتائب المقاتلة، وبشكلٍ خاص من شارك في النزاع المسلح بشكلٍ مباشر، لكن لم يتمّ استبعاد الإعلاميين الذين اضطروا إلى حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة؛ فطبيعة الصراع الدائر وعدم توفير الحماية للإعلاميين واستهدافهم بشكل مباشر من قبل قوات النظام حتّم على بعضهم حمل الأسلحة الفردية الخفيفة للدفاع عن النفس عند التعرض لأي هجوم. ولا بد من التنويه إلى أن الأرقام والاحصائيات تشمل الإعلاميين والناشطين الإعلاميين السوريين فقط دون الأجانب، وسيتم استخدام تعبير "إعلامي" للدلالة على الاثنين.<br />
<br />
من جهةٍ أخرى، تدور شكوك حول مصير المفقودين في صفوف الإعلاميين، وذلك في ظلّ ضعف أو عدم القدرة على التأكد من الجهة التي تقوم بالاختطاف، وبالأخص في المناطق الخاضعة تحت سلطة المعارضة المسلحة أو التي تشهد معارك مستمرّة، حيث تم تسجيل اختفاء أو اغتيال عددٍ من الإعلاميين في عدة مناطق من سوريا دون أن تُعرف حيثيات الحوادث. كذلك هو الأمر بالنسبة للمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، حيث تتكتّم الأخيرة على أسماء المعتقلين وأعدادهم، كما لا تفصح عن مصيرهم وأماكن احتجازهم والتهم الموجّهة إليهم.<br />
<br />
بالإضافة إلى ما سبق، تواجه عملية التوثيق صعوبات تتعلق بحالات الاعتقال والتغييب القسري تعود لتعذّر الوصول إلى كل المدن والبلدات والقرى في سوريا، وعدم وجود هيئات محلية تهتمّ بموضوع التوثيق بشكل جيد، إضافةً لاستخدام الإعلاميين لأسماء مستعارة في معظم الأحيان، خوفاً من الملاحقة الأمنية أو من بعض الجهات في المعارضة المسلحة، وإخفاء حقيقة بعض الإعلاميين وطبيعة عملهم، خوفاً من تصفيتهم أو الاعتداء على عائلاتهم. بالنتيجة، يرجّح أن تكون الأرقام الحقيقة أكبر من الأرقام التي تمّ توثيقها.<br />
<br />
<br />
<br />
<h3 style="text-align: right;">
القسم الأول: انتهاكات قوات النظام والميليشيات الموالية لها</h3>
<br />
<br />
<br />
<h4 style="text-align: right;">
أولاً- الإحصاءات </h4>
<br />
خلال الفترة الممتدة من منتصف آذار من عام 2011 وحتى نهاية شهر شباط من العام الحالي، تمكّن موقع الحل السوري من توثيق مقتل 292 إعلامياً في عمليات قصفٍ شنّتها قوات تابعة للجيش السوري النظامي على مناطق متفرّقة من البلاد، أو برصاص قوات النظام والميليشيات الموالية لها عبر استهدافهم بشكل مباشر خلال تغطيتهم للمظاهرات أو المعارك، وقد شهدت كل من دمشق وريفها وحلب وريفها تسجيل أكبر عددٍ من القتلى، بواقع سقوط 82 قتيلاً إعلامياً في دمشق وريفها و 69 آخرين في حلب وريفها. <br />
<br />
كما تم توثيق مقتل 17 إعلامياً تحت التعذيب في سجون النظام، ومقتل اثنين آخرين في إعدامات ميدانية قامت بها قواته. فيما اعتقلت قوات النظام 34 إعلامياً، فضلاً عن جرح أكثر من 60 آخرين. <br />
<br />
<br />
<br />
<h4 style="text-align: right;">
ثانياً- نماذج عن بعض الانتهاكات </h4>
<br />
<b>1- اعتداءات على المقرات الإعلامية</b><br />
<br />
دمّر القصف باستخدام البراميل المتفجرة من قبل الطيران المروحي التابع لقوات النظام كلاً من مكتب وكالة شهبا برس في حلب ومقرّ المكتب الإعلامي في داريا بريف دمشق، بالإضافة إلى تعرّض العديد من المقرات الإعلامية المعارضة للقصف من قبل قوات النظام، وذلك في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة. وتجدر الإشارة إلى قيام قوات النظام بمداهمة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، واعتقال طاقم العمل، وعلى رأسه مدير المركز مازن درويش وذلك في السادس عشر من شهر شباط من عام 2012.<br />
<br />
<b>2- قوات النظام تعتقل إعلامياً أربع مرات بتهمٍ مختلفة وتعذبه بطرق متنوعة</b><br />
<br />
أبو زياد، ناشط إعلامي من مدينة حماة من مواليد 1994، طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي على الرغم من انتقاله للعيش خارج سوريا بعد أن تم اعتقاله أربع مرات من قبل أجهزة الأمن السورية، على خلفية عمله في مجالي الإعلام والتصوير، فضلاً عن مشاركته في المظاهرات المعارضة للنظام السوري.<br />
<br />
تم اعتقال أبو زياد للمرة الأولى في العشرين من شهر تموز من عام 2012، بعد اعتقالات عشوائية قامت بها قوات النظام في أعقاب مظاهرة خرجت في مدينة حماة. ووجّه القضاء لأبو زياد تهمة "التظاهر"، حيث قضى ثلاثة أيام في مقرّ فرع الأمن العسكري بحماة، وسبعة أيام في سجن حماة المركزي، ليتم إطلاق سراحه بعدها.<br />
<br />
بعد نحو شهرٍ ونصف تمّ اعتقاله للمرة الثانية في حملة اعتقالات عشوائية أيضاً بتهمة الانتماء إلى مجموعة إرهابية ومراقبة حاجزٍ لقوات النظام، لكن سرعان ما تم إطلاق سراحه في نفس اليوم بعد تدخل شخصٍ ذي صلة بضباط الأمن في حماة.<br />
وفي الثامن والعشرين من شهر أيلول التالي داهمت عناصر من فرع الأمن الجوي منزل أبو زياد في حي البياض بحماة واعتُقل مجدّداً بتهمة تصوير المظاهرات، وصدر قرارٌ بتحويله إلى العاصمة دمشق بعد شهرٍ من اعتقاله، إلا أن أهله دفعوا لأحد الضباط في النظام مبلغ 900 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 15 ألف دولار أميركي حينذاك، ليتم إطلاق سراحه، لكن سرعان ما أعيد اعتقاله بعد أقل من أسبوع بعد أن تمّت ملاحقته في أحد أحياء المدينة وإصابته بطلق ناري في مؤخرته. وتم اقتياد الإعلامي إلى حاجز الكراج الغربي العسكري بتهمة الانتماء لجماعة مسلّحة، وبعد التأكد من براءته من التهمة تمّ الإفراج عنه دون أن تتم معالجته، فذهب إلى أحد المشافي في حماة ليرفض الأطباء معالجته خوفاً من أن يكون ملاحقاً، ليتلقى لاحقاً العلاج عن طريق أحد الأطباء من كتلة أحرار حماة المعارضة.<br />
<br />
خلال فترات اعتقاله تعرض أبو زياد للتعذيب باستخدام عدة وسائل، من أبرزها "الشبح" أي ربط اليدين إلى الخلف وتعليق المعتقل في الهواء. وأكد الناشط أن هذه الطريقة في التعذيب كانت تسفر عن مقتل معتقل واحد على الأقل يومياً. كما تعرّض للضرب من قبل مجموعة عناصر أمن سوريين باستخدام "الكرباج" أي السوط و"الكبل الرباعي"، وذلك في ساحة مستوصف حولته قوات الأمن إلى معتقلٍ تابعٍ لفرع الأمن الجوي.<br />
<br />
بالإضافة إلى ما سبق، لجأت عناصر قوات النظام لحرق العضو الذكري بالزيت المغلي والماء المغلي، والضرب بالكماشة والمطرقة على جميع أنحاء الجسم، فضلاً عن حرمان أبو زياد من الطعام والشراب وقضاء الحاجة.<br />
<br />
<b>3- التنكيل بالجثث </b><br />
<br />
أقدم جنود في الجيش السوري النظامي على قتل الإعلامي خالد قبيشو في محافظة إدلب في السابع عشر من شهر نيسان من عام 2012، وقاموا بالتنكيل بجثته بعد أن دهست دبابة تابعة للجيش النظامي رأسه.<br />
<br />
في التاسع عشر من شهر أيلول من العام نفسه، قُتل الإعلامي عبد الكريم القدّة في حي مشاع الأربعين بحماة حرقاً، بعد تطويق منزله من قبل قوات النظام.<br />
<br />
كما أقدمت قوات النظام على إحراق جثة الناشط الإعلامي عماد العقايلة بعد قتله أثناء تغطيته للمعارك في بلدة الشيخ مسكين بدرعا بتاريخ 4 تشرين الثاني من العام الماضي.<br />
<br />
<br />
<br />
<h3 style="text-align: right;">
القسم الثاني: انتهاكات المعارضة المسلّحة </h3>
<br />
<h4 style="text-align: right;">
أولاً- الإحصاءات </h4>
<br />
لم يتم تسجيل أي حالات قتل قامت بها فصائل المعارضة المسلحة بحق الإعلاميين المعارضين، لكنها قامت باعتقال 20 إعلامياً على الأقل، سواء من قبل عناصر هذه الفصائل أو من قبل الهيئات الشرعية المتواجدة في مناطق المعارضة، كما تسببت بجرح أربعة إعلاميين آخرين عبر الاعتداء المباشر عليهم.<br />
<br />
أما فيما يتعلق بالإعلاميين المرتبطين بإعلام النظام السوري الرسمي أو المقرب منه، فقد قٌتل ثلاثة إعلاميين في قناة الإخبارية السورية، التابعة للنظام السوري، في التفجير الذي استهدف مبنى القناة في ريف دمشق. كما قامت عناصر تابعة لكتائب معارضة باغتيال إعلاميين اثنين، فيما قٌتل سبعة آخرون أثناء تغطية المعارك في مناطق متفرّقة من سوريا، بينما اعتقلت كتائب المعارضة في الرقة إعلامياً واحداً.<br />
<br />
<h4 style="text-align: right;">
ثانياً- أمثلة عن بعض الانتهاكات</h4>
<br />
1- أوضح الإعلامي المعارض محمد عرواني أنه كان يقوم بتصوير بناء البلدية في مدينة دوما بريف دمشق ـحين أوقفه مسلحان تابعان لإحدى كتائب المعارضة العاملة في المنطقة. وعند سؤاله عن سبب قيامه بالتصوير، أجابهم بأنه صحفي ويعدّ تقريراً عن البلدية، فطلبوا منه إعطاءهم الكاميرا. وعندما رفض، أخذ أحدهم الكاميرا بالقوة وقام الآخر بجرحه بالسكين في رقبته ويده، ثم قاما بتمزيق ثيابه وضربه، ليركبا دراجة نارية ويغادران المكان. وأكد عرواني على أنه قام بتقديم شكوى رسمية للكتائب الموجودة في المنطقة، دون أية فائدة تذكر.<br />
<br />
2- في حلب اعتقل مسلحون من لواء أحرار سوريا المعارض مجموعةً من الإعلاميين في المدينة في الرابع عشر من شباط من عام 2013، وقاموا بتعذيبهم، وذلك بسبب نشرهم خبراً عن قيام عناصر اللواء بقتل أحد الأطفال في حي قاضي عسكر.<br />
<br />
<br />
<br />
<h3 style="text-align: right;">
القسم الثالث: انتهاكات وحدات حماية الشعب الكردية وقوات الأسايش</h3>
<br />
قامت القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (وحدات حماية الشعب وقوات الأسايش) باعتقال 18 إعلامياً من المعارضين الأكراد، وقد تم الاعتداء على بعضهم داخل المعتقلات، فيما تمّ نفي اثنين آخرين إلى إقليم كردستان العراق، وكذلك اعتقلت إعلاميين اثنين تابعين لإعلام النظام.<br />
<br />
بينما قامت قوات الأسايش الكردية باقتحام مقر راديو آرتا في عامودا بمحافظة الحسكة وعلّقت عمل الإذاعة<br />
<br />
<br />
<br />
<h3 style="text-align: right;">
القسم الرابع: انتهاكات الجماعات المتشددة </h3>
<br />
<h4 style="text-align: right;">
أ- جبهة النصرة</h4>
<br />
<b>أولاً- الإحصاءات</b><br />
<br />
قامت عناصر جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الجهادي بقتل إعلامي معارض واحد وأصابت آخر بجروح، فيما اعتقلت 17 إعلامياً معارضاً، معظمهم تم اعتقال 13 منهم خلال الأشهر الخمسة الأخيرة فقط، وهو ما تزامن مع سيطرة النصرة على مناطق واسعة في محافظتي إدلب وحلب. <br />
<br />
<b>ثانياً- أمثلة عن الانتهاكات</b><br />
<br />
خلال النصف الثاني من شهر كانون الأول من عام 2014 أبلغت دار القضاء في ريف إدلب التابعة لجبهة النصرة أكثر من 20 إعلامياً بضرورة المثول أمامها تحت طائلة الاعتقال في أعقاب انتقادهم للمعارك التي خاضتها النصرة ضد حركة حزم المسلحة ذات التوجه المعتدل، وقد تم احتجاز معظمهم لمدة يوم واحد ليتم إطلاق سراحهم بعد تحذيرهم وتهديدهم. <br />
<br />
<h4 style="text-align: right;">
ب- تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) </h4>
<br />
<b>أولاً- الإحصاءات </b><br />
<br />
قتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ثمانية إعلاميين خلال عام 2014 فقط، في حين اعتقل التنظيم 48 إعلامياً، 37 منهم خلال عام 2013 ولا يزال بعضهم قيد الاعتقال، علماً أن طرق تصفية الإعلاميين تنوعت بين القتل تحت التعذيب والإعدام رمياً بالرصاص والاغتيال. <br />
<br />
<b>ثانياً- أمثلة عن الانتهاكات</b><br />
<br />
1- أظهرت إفادات معتقلين إعلاميين في سجون تنظيم داعش بعد أن تم إطلاق سراحهم أن عناصر التنظيم يستخدمون في تعذيب المعتقلين بشكل رئيسي وسيلتين، الضرب بالسوط والتعذيب بالكهرباء، ويتم إجبار المعتقل على التوقيع على "ورقة استتابة" قبل إطلاق سراحه. <br />
<br />
2- تم توثيق عشرات الاعتداءات التي قام بها عناصر التنظيم على المقرات الإعلامية التابعة للمعارضة، فعلى سبيل المثال قامت عناصر تابعة للتنظيم باقتحام مكتب جريدة الغربال في مدينة إدلب واختطاف مدير تحريرها محمد السلوم، وسرقة معدات الجريدة، كما قامت مجموعةٌ أخرى باقتحام مكتب حريتان للإعلام الجديد في ريف محافظة حلب وخرّبت محتوياته، إضافةً إلى اقتحام مكتب قناة شذا الحرية في حلب واختظاف سبعة ناشطين إعلاميين منه، وسرقة محتويات، وكذلك تم اقتحام مكتب وكالة مساكن هنانو الإخبارية في حلب واختطاف الإعلامي ميلاد الشهابي، فيما اقتحم مسلّحو التنظيم خمسة مكاتب إعلامية معارضة في الرقة، هي مكتب اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ومكتب راديو أنا ومكتب الرقة الإعلامي ومكتب شبكة إعلاميون بلا حدود ومكتب تنسيقية شباب الرقة.<br />
<br />
<br />
<br />
<h3 style="text-align: right;">
القسم الخامس: انتهاكات قام بها مجهولون</h3>
<br />
أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال 6 إعلاميين معارضين في مناطق متفرقة تسيطر عليها فصائل المعارضة، دون أن يتم تحديد هذه هوية هذه المجموعات أو تبعياتها، كما اختطفت هذه المجموعات على اختطاف 12 إعلامياً معارضاً في حلب وإدلب والحسكة، واختطاف 5 عاملين في إعلام النظام في دمشق وريفها، علماً أن مصير المخطوفين بقي في معظم الحالات مجهولاً حتى الآن. <br />
<br />
<br />
<br />
** تم نشر هذه المادة على جزأين في موقع الحل السوري<br />
<br /></div>
Bashar Youssefhttp://www.blogger.com/profile/10799005053145979218noreply@blogger.com0